انطوان سعادة (مارس ١٩٨٣) أن العرب ليسوا فاتحين كغيرهم من الأمم التي مرت بهذه البلاد والفتح لم يغير الهوية القومية السورية وأن اندماج القضية السورية القومية في القضية العربية كان سببه وقوع بلاد عربية غير سورية تحت التسلط التركى مما ساعد تولد فكرة اجتماع امم العالم العربي الخاضعة لتركيا على القيام بحركة تحريرية مشتركة" كما وصف العرب بالصحراويين وبلادهم بالصحراء وقال انهم متخلفون عن بيئة سوريا وعنده " أن الأمة السورية هى الأمة المؤهلة للنهوض بالعالم العربي".
وجرى الحزب القومى السورى على هدم التراث العربي واحياء تراث الشعوب التي حكمت سوريا قبل الإسلام كالآشوريين والكلدانيين والبابليين والحيثيين والفينيقين.
وبذلك حملت منظمة القوميين السوريين لواء حملة التجزئة في لبنان لمقاومة الوحدة بين أجزاء الكيان العربي وجرى الأب لامنس في كتابه عن سوريا على نفس النهج فأعلن أن السوريون أمة تامة وأن القضية السورية قضية قائمة بنفسها ومستقلة عن أى قضية أخرى. وأن الأمة السورية هى وحدة الشعب السورى والمولدة من تاريخ طويل وأن الوطن السورى هو البيئة الطبيعية التي نشات فيها الأمة السورية.
وجرى أنطوان سعادة على نفس النهج فقال بأن الأمة العربية شئ غير قائم في الواقع وأن هناك شعوبا متعددة تتكلم اللغة العربية. وأن العرب لم يؤثروا في سوريا أى أثر يذكر، وانما هى أثرت في العرب. وهو نفس ما تردد في مصر بالنسبة للعرب في الدعوة إلى مصر الضيقة والى الماضى الفرعونى.
ولم تقف منظمة (الحزب القومى السورى) إلى حد اذاعة هذه الآراء والدعوة لها وانما عملت على فرضها بالقوة عن طريق الارهاب المسلح والقضاء على من يقف في وجهها بحجة أن الشعب العربي لا يعرف ما يريد، وهدفها الاتجاه إلى قلب الأوضاع باسم "تغيير عقلية الحكم". ولو كانت هذه الدعوة مجردة خالصة من التبعية والعمالة للاستعمار والغزو الاستعمارى الفكرى والتغريب لكان هناك مجال لقيام سجال فكرى بينها وبين مبادئ القومية العربية. للكشف عن مدى زيف هذه الآراء، غير أن تأكد الصلة بين هذه المنظمة وبين الاستعمار قد حكم عليها بأن توضع في صف الاستعمار نفسه كمنظمات التبشير ومختلف هيئات العمل الاستعمارى في ميدان الغزو الفكرى العربي.
وذلك أن أنطوان سعادة انما بدأ دعوته إلى فكرة القومية السورية في المهجر ثم تابع الدعوة ١٩٢٩ بعد عودته إلى وطنه لبنان ثم أنشأ في (١٦ نوفمبر ١٩٣٢) الحزب القومى السورى وكون تشكيلاته العسكرية متأثرا بالفاشية والنازية على أساس الارهاب والتعصب والأقليمية والخيانة.
وقد أظهر عداءه للكيان اللبناني، مع أعضاء حزبه، وحكم عليه بالسجن وحل الحزب عام ١٩٣٧ وعاد إلى المهجر، وفي أبريل ١٩٤٤ أنشأ أتباعه الجزب القزمى الاجتماعى برئاسة نعمت ثابت. فلما عاد أنطوان سعادة ١٩٤٧ إلى لبنان رأس الحزب ثم بدأ يدخل مرحلة تنفيذ فكرته باحداث انقلاب في لبنان وفق مخططه الاستعمارى واتصل بالسلطات الاجنبية وانكشفت هذه التحضيرات (يونيو ١٩٤٩) التي اتجهت إلى تسلم الحكم بالعنف حل الحزب وعلن سعادة التعبئة الشعبية العامة واعلن الثورة في لبنان حيث هاجم انصاره المخافر ودور الحكومة (تموز ١٩٤٩) ثم هرب سعادة إلى دمشق حيث قبض عيه وحوكم في ٢٠ يوليو ١٩٤٩ وحكم عليه بالإعدام، غير أن الحزب عاد مرة أخرى بصورة أخرى كان لها بعد الحرب العالمية الثانية دور كبير في خيانة أهداف القومية العربية. وكان للحزب تاريخ واضح في التغريب والتجزئة والعمل للاستعمار عن طريق عصابته الارهابية التي كانت سلاح المستعمر وأداته في القضاء على الأحرار وقتلهم أمثال: رياض الصلح أول من قال (ان لبنان وطن ذو وجه عربي) وعدنان المالكى داعية القومية العربية في الجيش السورى ونسيب المثنى الصحفى اللبنانى الحر.
وقد التقى حزب الكتائب اللبنانى مع الحزب القومى السورى في أهدافه ومخططاته واغتيالاته يؤمنا بأن الاخلاص للقومية العربية خيانة واشتراكا في كل مؤامرة ضد الوحدة وضد تجمع الأمة العربية وحريتها واتخذوا لهم من لبنان قاعدة ومنطلقا.
وقد أيد الحزبان الصهيونية في فلسطين ووقفا في وجه العمل لتحرير فلسطين وكشفا عن دورهما بالوقوف صراحة في صف الصهيونية وهاجموا وثيقة الاستقلال التي أعلنها رياض الصلح واتفقا مع الجنرال كانرو (١٩٤٤) على مقاومة التيار العربي.
وقد عمل سعادة مع الألمان والأمريكان والانجليز وكان أيمانه بفرنسا أنها "الأم".