للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد واجه الفكر العربي الإسلامي المعاصر هذه الدعوة، بالتقنين والتحليل وكشف عن مغالطاتها واخطائها وزيفها وعناصر الافتعال فيها والهوى الاستعمارى والتغريبى الواضح في مخططها.

وأول عوامل الخطأ في نظرية أنطوان سعادة اضطرابه في تحديد المنطقة التي يعتبرها (الوطن السورى) وتغييره حدود هذه المنطقة عدة مرات بالزيادة والحذف.

وأن نظريته قامت على أساس الخروج من نطاق لبنان دون الدخول في حوزة العروبة، وزعمه أن سوريا منطقة منفصلة من الأمة العربية.

فقد عين حدود سوريا ببادية الشام ثم أدخل إليها قسما كبيرا من العراق ثم بلغ بحدودها إلى جبال بختيارى وبذلك أدخل العراق كله في حدود سوريا وقد فسدت منذ وقت بعيد نظرية العامل الجغرافى في تكوين القوميات والأمم وتأكد أندعامتى القومية هما اللغة والتاريخ.

ومن مغالطات سعادة معارضته للغة كعنصر من عناصر القومية ورفض القول بأنه متى استبدل المرء لغة جديدة بلغته خسر قوميته، وقد أعلن نظرية لا تثبت للمنافسة وهى أن في الإمكان أن تقبل الأمة لغة جديدة دون أن تفقد خصائصها وهو قول لا أساس له.

ولقد كانت الدعوة إلى "التجزئة" وخيانة القومية العربية، وتأييد الصهيونية وخيانة لبنان العربي بأحداث انقلاب ضده. وتأييد المستعمرين كلها من العوامل التي كشفت زيف الدعوة فضلا عن سيرها ضد التيار الضخم، تيار التقاء الجزء بالكل وارتباط سوريا الأكيد بالأمة العربية تاريخيا وفعليا.

ويرى ساطع الحصرى أن الدافع الذي دفع أنطوان سعادة إلى التحامل على القومية العربية هو (١) ان فكرة العروبة تختلط في ذهنه مع معانى البداوة والصحراوية (٢) ومع الفكرة الإسلامية (الحزبية المحمدية) فقد توهم أن فكرة الوحدة العربية قناع لهدف إسلامي وهو في هذا غير سليم النظرة.

<<  <   >  >>