-٨/ ٨/١٩٢١) وطالب روزنتال بحقوق المستأجرين ثم باتحاد النقابات، وكان سلامة موسى قد ألف عام ١٩١٤ رسالة في الدعوة إلى الاشتراكية عن طريق النشوء والارتقاء والتطور لا عن طريق الثورة، وقال أنه كان عضوا في الجمعية الغابية الانجليزية وعرف من أعضائها مستر سدنى وب، أصدر عزيز ميرهم بيان بتأليف الحزب الاشتراكى المصري في ٢٩ أغسطس ١٩٢١ غير أنه في عام ١٩٢٤ وبعد صدور الدستور وقيام الحكم النيابى المصري بدأت حملات متعددة على اتباع هذا الحزب واعتقل عدد كبير منهم في الاسكندرية، وقدموا للمحاكمة ثم تجددت الدعوة إلى مقاومة الشيوعية في فترات متوالية منها ١٩٢٧ و ١٩٣١. وقد ثبت اتصال دعاة الحزبين الشيوعى والاشتراكى في مصر بجهات خارجية وأن دعوتهم لم تكن مستقلة لصالح مصر ومثل هذا يقال عن الأحزاب الأخرى التي ظهرت في سوريا ولبنان وفلسطين تحت حماية الدول المستعمرة البريطانية والفرنسية.
وقد قاوم الرأى العام الفكر في مصر هذه الدعوة، وأنكر "أحمد حلمي" هذه الدعوة وبين خطرها على نظامنا الاجتماعى ومخالفتها للتعاليم الدينية، ودعا رجال الدين والحكومة إلى محاربة هذا الخطر وقال (٢٠/ ٨/١٩٢١ - الأهرام) أنه ليس في مصر مشكلة توصف بحق بمشكلة رأس المال حتى يقال أننا لسنا في حاجة إلى تأليف مثل تلك الأحزاب، ولا ندرى كيف أن الحكومة التي لم يتسع صدرها لاصدار الصحف اليومية الجديدة، تتسع اليوم لتأليف حزب اشتراكى في مصر على الأنماط المتطرفة وقال:"هل نسوا أن الاشتراكية التي يدعون اليها تكفر بجميع الأديان وتجعل الأملاك من عقار وأطيان ملكا لواضع اليد عليها والمناجم لعمالها والمصانع لصانعيها. أن كارل ماركس مع اعتدال أفكاره لم تطقه حكومة بلاده بل حاكمته على نشر تعاليمه وأخيرا نفقته".
وقال الشيخ التفتازانى (٢٤/ ٩/١٩٢١ - الأهرام) أى نقص في الأديان التي تعرض للفقير من مال الغنى قدرا وتحتم على أولى الأمر البذل بين الجميع. أنها لاحدى الكبر أن يقوم فينا نفر من الذين بهرتهم زخارف النظريات الخيالية فيستهينون فينا بقوة العقيدة والأثر على حسن ظن منهم، ولو أنهم كانوا على حصافة في الرأى لدعونا إلى أحياء موات أحكام أدياننا ولرددنا إلى الكتب السماوية والسنن النبوية" ورد عزيزهم ميرهم عن الحزب فقال "أن خصوم الاشتراكية بمصر لم يقوموا حتى الآن بدليل وجيه في سبيل معارضتها وقال أنهم يحاربون أصحاب الثروة ويحاربون الاشتراكية باسم الدين للتأثير على عقول السذج ويحاربونها لا حبا في الدين ولكن لأن جشعهم في حب المال يجعلهم يظنون أن الدين يدافع عن مالهم.
وقال التفتازانى (٧/ ٩/١٩٢١ - الأهرام) هل جاءت الاشتراكية لتكمل نقصا في الأديان السماوية. لقد صارت روسيا معملا كيماويا لعدة تجارب أسفر كل منها عن خيبة وفشل.
وقال عزيز ميرهم ردا عليه (١٣/ ٩/١٩٢١): لا تظن أن التعصب للملكية الفردية يصل بانسان فيدعى بأنها ركن من أركان الدين. أن النظم الاجتماعية تتغير وتتبدل وتتطور في أشكال مختلفة حسب الزمان والمكان.
وقال الشيخ عبد اللطيف بخيت (الأهرام - ١١/ ٩/١٩٢١) أن الاشتراكية ليست مخالفة للدين بل على العكس من ذلك نجد روح القرآن والسنة تتمشى مع الاشتراكية. ولما فتح عمرو بن العاص مصر وزع أرضها على الجند وغيرهم حسب ما يرى ولم يجد من الدين ما يمنعه" وترددت مناقشات طويلة بين سلامة موسى وعلى العنانى ومحمد عبد الله عنان وعزيز ميرهم (سبتمبر ١٩٢١ - الأهرام) وقال سلامة موسى في ختام هذه المناقشات (٢٩/ ٩/١٩٢١) أن الاشتراكية في نظره تستدعى حالة عليا من الرقى في الأمة لم تصل اليها بعد الأمة الروسية، وقال أن اشتراكية الروس هى اشتراكية عجلة وارهاق تشبه كل الشبه تلك الشيوعية التي فشلت في باريس في حصارها المشهور ١٨٧٠، ولاشك أن الاشتراكية المصرية ستكتسب لونا خاصا بتأثير الوسط المصري والمزاج المصري. والاشتراكية بانقسامها حقوق الغنى من الجهة الواحدة ستزيد في حقوقه من الجهة الأخرى" وأن ما ذكر من أمن الملكية مبدأ مقدس يجب أن تدافع عنه الحكومة وتحميه من كل اعتداء هو قول مثير للضحك عند عارفى تاريخ الملكية المصرية وعدد الملاك الآن، ويكفينى أن أذكر أن نحوا من ثلاثة عشر ألف نفس أى أقل من عدد طلبة الأزهر يملكون أكثر من نصف ثروة القطر الزراعية وأن هذا العدد الصغير من الناس يملك ويتصرف في أرزاق نحو ثمانية ملايين مصري، وأشار إلى ما فعله محمد على في نزع ملكية الأرض فقال "لقد نزع محمد على ملكية الأرض ليشغلها على نفقته الخاصة فلما هم بابراز هذه الفكرة قامت في وجهه صعوبات استعمل ازاءها كل أنواع التهديد حتى أصبح المالك الوحيد لأكثرها فقد استولى على أملاك "المماليك"، والأراضى الموقوفة