للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٤) السخرة والكرباج وقد بلغ ما ضبط من الحشيش (تقرير كرومر-١٩٠٠) ١٥٦٢٥ كيلو جرام بزيادة ٦٤٧٧ كيلو عن عام ١٨٩٩ والمعروف أن عمليات تهريب المخدرات بمختلف انواعها كانت تتم بمعرفة الاستعمار وبواسطة رجاله وأجهزته.

وقد أدى منع الفلاح من حق التملك، أو ظلمه في محصوله إلى أن ساءت حالة الفلاحين لدرجة اضطرت لها أكثر أهلها إلى الهجرة من قراهم وزاد في ذلك أعمال السخرة التي كانت تستخدم لاصلاح أراضى الولاة والحكام وقد حشد لها عدد كبير من شباب الفلاحين، عملية حفر قناة السويس أسوأ مثل لفقدان ١٠ آلاف عامل من شباب الوطن.

وقد كان الضرب بالكرباج عادة مألوفة في جباية الضرائب، ولم يكن هناك قانون يحمى الفقير أو المظلوم ولم تكن هناك رقابة على الحكام.

ومما أدى إلى الفساد الاجتماعى تعدد الزوجات، وكثرة وجود الرقيق وذكر أنه كان يوجد في بيروت الأغنياء بالقاهرة (عام ١٩٠٠) ٣ آلاف من الجوارى البيض الشركسيات.

وقد تأثر أبناء الطبقة الوسطى بالأغنياء في فنون الترف والسهرات، وكان هذا طبيعيا بحكم تطلع الطبقة الوسطى إلى الطبقة العليا، ولذلك أثره في فساد هذه الطبقة واستنزاف ثروتها، وانحراف سلوكها.

أما التعليم فقد كان هدفه اخراج موظفين يعملون في خدمة الولاة حيث لا يحسنون الا ما يمكنهم من اداء عملهم آليا.

هذه ملامح صورة المجتمع العربي إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، وقد ظهرت في هذه الفترة دعوة الاصلاح وبدأت عوامل اليقظة. وكان أبرز مظاهرها الدعوة إلى الدستور والحكم النيابى بحسبانه الأداة الوحدة الحد من نفوذ الفرد، وتوقيف طغيان الولاة وحكام الأقاليم ازاء وجود حكم شعبى يقوم على أساس انتخاب مجلس نيابى يقوم بوضع التشريعات التي ترفع هذه المظالم، وتحرر الشعب من طغيان الاقطاعيين وجور الولاة.

غير أن الاستعمار الذي سيطر عل المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى قد حرص على انشاء طبقة من العملاء الخاضعين له كما فعل في مصر بعد احتلالها، ولهذه الطبقة أسلم زمام الحكم والسلطان.

وكان الاستعمار حريصا على أن يبقى الشعب في جهل، فحارب التعليم والب القوى كلها عليه: قوى النفوذ الأجنبى واستبداد الولاة حتى حيل بينه وبين معرفة حقوقه، بيد أن العلماء-وعمر مكرم في مقدمتهم، والأمراء استطاعوا أن يحققوا للشعب نصرا مبينا وذلك

(١) بارغام المماليك على توقيع وثيقة حقوق الانسان

(٢) عزل الحاكم المستبد وذلك بخلع خورشيد والى تركيا على مصر (١٨٠٥).

وقد كشف المصلحون الاجتماعيون الذين ظهروا- في هذه الفترة- عن حقيقة موقف الإسلام من الامراء والظلم وحق الشعب في التعليم والحرية وقد كان الإسلام تقدميا اكثر من المجتمع نفسه، غير ان المسلمين هم الذين تركوا أصول الإسلام ومبادئه.

وقد ترتب على ذلك ظهور دعوات إلى (١) محاربة الاقطاعية بالاشتراكية وكانت كلمات جمال الدين الافغانى في هذا المعنى واضحة الدلالة: "أيها الفلاح: يا من تشق قلب الأرض بفأسك، لماذا لا تشق قلب ظالمك." الخ.

الى (٢) تحرير المرأة: بتعليمها وتثقيفها وهى دعوة بدأت في التعليم العربي مبكرة حين بدأها البستانى وفارس الشدياق ورفاعة الطهطاوى ثم تناولها قاسم أمين في عمل فكرى واضح الملامح في كتابه تحرير المرأة.

(٣) الدعوة إلى حق الشعب في التعليم، وقد حرص استبداد الأمراء وسلطان النفوذ الأجنبى على حرمان الشعب من التعليم وقصره على الأغنياء ثم انتقل إلى مرحلة أخرى أن أصبح تعليما قائما على أساس تخريج موظفين وقد طعم بالسوم المختلفة على النحو الذي رسمه له أمثال (دناوب).

مراجع

حاضر المصريين أو سر تأخرهم: محمد عمر. تطور الحركة الوطنية المصرية: شهدى الشافعى عصر إسماعيل: عبد الرحمن الرافعى عصر محمد على: عبد الرحمن الرافعى

المجتمع الإسلامي: دكتور احمد شلبى. الاتجاهات الوطنية: دكتور م. محمد حسين.

<<  <   >  >>