البلدان العربية الأخرى على ان يتولى ملك مصر الخلافة أم لا. وأشارت إلى ان تركيا تعارض في احياء الخلافة في القاهرة، وان العالم العربي يتجه إلى مقاومة ترشيح رجل تركى للخلافة وفي هذه المرحلة ظهرت جبهة جديدة من الكتاب تؤيد الخلافة وجبهة تعارضها: ويرى عبد الحميد سعيد (الهلال الذهبى- ١٩٣٩) ان الخلافة في العصر الحاضر ألزم منها في أي عصر مضى. وان دول أوربا تعلم ان فكرة الخلافة تهدد سياستها الاستعمارية والذى يرعب أوربا ان قيام الخلافة يؤدى إلى اتحاد الأمم الإسلامية وتعاونها في سبيل نهضة الشرق كله، هذه النهضة اذا قويت باتحاد الأمم الإسلامية تحطمت دونها مطامع الدول الأوروبية وشهواتها الاستعمارية.
ويقول عبد القادر حمزة: ان من الحكومات الإسلامية المستقل والمستعمر والمحمى والخاضع للانتداب وهى حكومات ملكية وجمهورية وأمامية وسلطانية وأميرية جمعها تحت لواء الخلافة متعذر فضلا عن ان تركيا والمغرب تعارضان في الخلافة ولا فائدة من نظام لا يعترف به الجميع، كطما ان الخلافة في مصر تكون مصدر خطر عليها من الدول القوية وفد تحرك في نفس بريطانيا عوامل جديدة تدفع بها إلى الرغبة في البقاء حتى حين ساعة الجلاء. والخلافة عبء قبل ان تكون مزية.
ورأى بعض المعارضين في الخلافة انها ربما تخلق مع الزمن كهانة.
وهكذا ظلت مسألة الخلافة تشغل الفكر العربي بآراء وأدلة تؤيد هذا الجانب او ذاك ولم تتوقف الدعوة إلى اعادة الخلافة، وهى في نظر دعاتها انما هى وسيلة لربط المسلمين برباط روحى، وهى كالجامعة الإسلامية في هذا الغرض وكل وسيلة من شأنها ان تربط أو توحد بين المسلمين يمكن ان تقوم مقام الخلافة.
ولا شك ان الاستعمار قد حرص على ألا تقوم هذه الرابطة على أى وضع كان، وكان ينظر إلى الخلافة من وجهة نظره الخاصة فهو حين يؤيدها ويدعو اليها انها كان يحرص ان يلتمس من وراء السيطرة وتأكيدا لنفوذه وهو حين حال دون قيامها انما قصد إلى تمزيق وحدة المسلمين ومع ذلك فقد عجز الاستعمار عن فصم الروابط الروحية في العالم الإسلامي بل وربما زادتها مقاومة الاستعمار قوة وبأسا.