للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغذو مشروع الحوار، أو مشاريع الحوار، قمينه بالاهتمام الجدى من جانب كل الاطراف التى تعيش في هذا البيت الزجاجى- افرادا وجماعات - لمصلحة جميع سكان القرية ولضمان الحد الادنى من امنهم وسلامتهم. ومنهجية المؤلف في هذا المشروع البحثي ترمى إلى رصد هذه العناصر الثقافية المشتركة، ثم تجليتها وابرازها وتأكيد اصالتها عند الجانبين على اساس ان ذلك سيكون قاعدة يمكن الانطلاق منها لتحديد اسباب العداوات، توطئة لازالة الجفاء تدريجياً، ولاغراء مجتمع القرية الصغيرة بالاعتراف بوحدته الانسانية ولتحفيزه لتأكيد هذه الوحدة، والدفاع عنها في واقع الحياة العملية على الصعيدين الدولى والثنائي، وبالحوار الايجابي المثمر البناء (١).

يقول الدكتور كمال أبو المجد: بعيدا عن التعصب والتخويف المتبادل هناك عناصر مشتركة بين الحضارتين الغربية والإسلامية ترشحانهما للتواصل والحوار والتفاهم والتعاون وتبادل الخبرات وتحولان دون الصدام والمواجهة، فلا ننسى ان الحضارة الغربية قامت تاريخيا على ساقين، ساق هيلينية يونانية غير مؤمنة، وساق مسيحية روحية مؤمنة، وبسبب هذه الساق الروحية المؤمنة نبتت في نسق القيم المغذي للحضارة الغربية اوضاع ومقولات وقيم ومبادئ كثيرة الشبه بما يحمله الإسلام للانسانية من قيم في العلاقات، هذا العصر المغذي للحضارة الأوروبية بزاده الروحي والاخلاقي يفتح بابا هائلا للتواصل والحوار والتكامل بين الحضارتين الغربية والإسلامية (٢).

من هنا ينطلق د. دكتور عبد الله أبو عزة في كتابه "الحوار بين الإسلام والغرب" مركزاً على محور رئيسي واحد فحواه ان بين عالم الإسلام وعالم الغرب كثيراً من عناق الاتفاق والتشابه، ملخصاً ذلك بالقول: المتفق عليه أكبر بكثير من عناصر الفرقة»، ناهيك على أنه أشمل وأعمق أثراً.، حيث يتناول أبو عزة في كتابه عناصر الاتفاق عبر ألفي سنة من التاريخ ليكشفها في المسيحية قبل ظهور الإسلام بست قرون، مستمرة بعد انبثاق عالم الإسلام، إلى جانب ذلك تناول الاحوال والتيارات العقدية والفكرية في الغرب متتبعاً التغيرات المهمة في منظور الحركات


(١) حوار الإسلام والغرب- تأليف د. عبد الله أبو عزة ص٨ - دار المأون للنشر والتوزيع - الطبعة الأولى
(٢) الحوار بين الإسلام والغرب- جريدة الشرق الاوسط- ١٩ - ٩ - ٢٠٠٣ - عدد ٩٠٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>