قيمته، حيث كان اليهود اول من حاد عن طريق الصواب، بعد ان قام احبارهم بتوجيه الديانة اليهودية التى نزلت على سيدنا موسى عن مسارها التوحيدى، حيث جعلوا منها ديانة مغلقة وخاصة باليهود دون غيرهم، واعتبروا انفسهم شعب الله المختار، حيث كان ذلك خلال السبى البابلى، التى كتبت خلاله اغلب اسفار ما تسمى بالتوراه الحالية، لتخدم مصالح طبقه من اليهود، لتبرير الاستيلاء على الارض والرغبه في السيطره والنهب، ولتصبح التوراة وثيقة عنصرية تحرض ضد الانسان، وتبيح المحظورات في سبيل جمع المال، وعاتوا في الارض فساداً وتحكموا بواسطة مهنة الربا الخالية من كل اخلاق وشرف في اوضاع كثير من الشعوب، ولذلك تعرضوا لانتقام الآخرين وحروبهم. واخترعوا لهم اله خاص بهم (يهوه) اله حرب وشر يقود اتباعه لتدمير كل الشعوب بهدف السيطرة على ثرواتهم لتصبح ملكاً خاصاً لهم. "واصبح منذ هذه اللحظة أي شخص لا ينتمي للاثنتين عشرة قبيلة لا يمثل جزءاً من الشعب المختار من الله عن طريق هبة الأرض والوحي بالشريعة، وهكذا وجد الآخرون أنفسهم كالبرابرة بالنسبة لليونان مطرودين من الحضارة الوحيدة الحقيقية: الحضارة اليهودية.
"وبعد تسعة قرون جاء المسيح، ودعوته الكونية التي حشدت اكبر طاقة في تاريخ البشر والآلهة، تلك الآلهة التي كان يجري تصورها حتى ذلك الحين على أنها ملوك جبابرة، وفتح الطريق الأول لحياة مبدعه بتحطيم الممنوعات القديمة وخصوصية الشريعة، وبقطيعة مع المفهوم القبلي والوثني لإله جزئي ومنحاز قد اختار شعباً محدداً، مذكرا بأن الله هو أبو كل البشر ... جاء عيسى عليه السلام، هادياً للبشرية، ومنقذاً لها من سطوة الحاخامات والمرابين، وليطهر الهيكل من رجسهم، وليؤكد للناس جميعاً معانى الاخوه والمحبة والسلام والرحمة، ولكن هذه الدعوة لم تسلم من التشويه على يد بعض الادعياء، الذين كان لادعائاتهم اليد الطولى في حدوث الانقلاب البروتستانتى باسم الاصلاح الدينى، والذى اعاد المسيحية إلى احضان اليهودية. وكان هناك رجل يعرف جيداً كلتا الثقافتين وهو بولس الطرطوسي .. وقد أنجز توليفة منادياً فيها بزعامة يسوع، وبلور مذهباً لا يرجع أبداً إلى كلمات