للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتابه "صهيونية الخزر وصراع الحضارات" يعرض الاستاذ/وليد محمد على لخطة لمواجهة الهجمة الدونية الأمريكية الصهيونية حيث يقول: "أن كسب المعركة في مواجهة الهمجية الدونية، لا يتوقف على قناعتنا الراسخة أننا أبناء حضارة إنسانية منفتحة على غيرها من الحضارات .. تدعو إلى التلاقح والحوار الإنساني .. ولا تتوقف على قناعتنا الراسخة أننا أصحاب حق ولا على إقناع الآخرين بذلك الحق. أننا نستطيع كسب المعركة إذا ما استطعنا بناء عوامل الصمود الحقيقية لمواجهة الهجمة، وعملنا تراكميا لبناء مقومات المواجهة وتحقيق النصر. تحقيق ذلك يحتاج إلى حوار مسؤول ومساهمات جادة من قبل من يرون أنفسهم معنيون بحاضر الأمة ومستقبلها. وهذه عناوين أساسيه نعتقد أنها ستفيد في التأشير إلى ما نراه يساهم في خدمة المعركة.

أن الرد على الهجوم الدوني المتوحش الذي قلب كل المعايير القيمة والأخلاقية الإنسانية الذي يسعى لتسطيح كل شيء من الفكر إلى العمل الإنتاجي إلى الإبداع .. فيصبح التعصب لفريق رياضي كفيلاً بتحويل جمهور نهاية القرن العشرين إلى متعصبين، لا يتورعون عن تدمير كل شيء تعصباً للفريق ... والرياضة أصبحت سلعة تجاريه، بدل أن تكون وسيلة من وسائل بناء الجسم والعقل (العقل السليم في الجسم السليم). يصبح الرياضيون سلعة تباع وتشترى في الأسواق ويعرضون في البورصات العالمية. فيغدوا الاهتمام ببناء فريق كرة القدم له الأولويه على بناء مصنع، وتنشئة لاعب كره أهم من عالم فيزياء أو رياضيات، ودخل راقصه (هز البطن) يتجاوز دخل أساتذة جامعه بأكملها .. وفتاة الموديل يتجاوز دخلها دخل عمال ومهندسي مصنع كبير .. الخ (١).

أن الرد على هذا الهجوم الدوني المتوحش لا يمكن أن يكون إذا ما أردنا له الانتصار إلا رداً حضارياً، أولا وقبل كل شيء. رد نكرس عبره انتماءنا إلى العروبة الحضارية الطاردة لكل تعصب عنصري أو انغلاق .. نؤكد التزامنا بحضارتنا الإسلاميه (مسلمين ومسيحيين وسواهم من أبناء الأمة .. فإذا كان الإسلام للمسلمين عقيدة وحضاره وقيما وتراثا، فهو لغير المسلمين حضارة وقيم وتراث)


(١) صهيونية الخزر وصراع الحضارات - وليد محمد على ص٢٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>