للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القائمة على اخوة الإنسان للإنسان .. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا إكراه في الدين. فحضارتنا العربية الإسلامية حضارة منفتحة لا تعرف الانغلاق على الذات وتدعو للانفتاح على الآخر (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). حضارتنا قادرة على الامتصاص الإيجابي لكل آليات التقدم والتطور والتلاقح الثقافي والحضاري مع الآخرين على أساس احترام خصوصيات كل شعب وقوم بهدف تعاون الحضارات لا تصادمها، تعاون يؤدي إلى إنقاذ البشرية من مصائب ومكائد الوحشية الدونية (١).

كما ان للعلم دور كبير في بناء الحضارة وفي الديانة الإسلاميه دعوة ملحه للاستزاده من العلم واكتسابه. يقول تعالى في محكم كتابه الكريم (علم الإنسان ما لم يعلم) (وقل ربي زدني علما) وجاء على لسان رسولنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) إلحاح على طلب العلم مهما كان مصدره وكانت الصعاب في سبيل الحصول عليه (اطلبوا العلم ولو في الصين). ويربط الإسلام بين العلم النظري والتطبيق العلمي يقول تعالى (إنا لا نضيع اجر من احسن عملا) ويقول الرسول الأعظم (أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). وقد كان للعرب والمسلمين إنجازات علمية ضخمه، قاموا بها وأبدعوها عندما كانوا متمثلين للجوهر الحضاري لديانتهم الحنيفه، حيث أن كل الوقائع تؤكد زيف الادعاء القائل (أن العلم صناعة غريبة) وهي مقولة لا يرددها للآسف المستعمرون ومنظروهم وحدهم، بل وبعض أبناء امتنا من المغترين المخترقين من قبل أفكار الهمجية الدونية. ذلك لان الواقع الراهن يعطي مؤشرات في هذا الاتجاه (العلم صناعة غريبة) ومن مهمتنا الملحة إذا أردنا أن نكسب المعركة .. العمل على الخروج من الوضع الراهن، وبناء ما ينسجم مع التاريخ والمصلحة الإنسانية.

لقد عرف عصرنا الراهن اقواماً كثيرة، هامشية قليلة العدد، كانت تقف على اطراف العالم في الامريكتين واستراليا، فاجأتها الاحداث بما لا تطيق فانقرضت أو كادت: بعضها لم يعرف من حضارة الغرب سوى الخمر فغرق فيها، وبعض آخر ظن أنه يستطيع ان يطرد الشياطين الوافدة برقصة الدراويش طوال الليل وممارسة


(١) صهيونية الخزر وصراع الحضارات - وليد محمد على ص٢٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>