للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطقوس السحرية آناء النهار، وبعض ثالث توهم خلاصه في التفاني في خدمة السادة الجدد ففقد نفسه وأرضه، وثمة آخرون انطلقوا على احصنتهم الشهباء، على رؤوسهم الريش الابيض أو الاحمر واصواتهم تجلجل بصيحات الحرب، يحاولون اختراق صفوف العدو الرابض في انتظارهم، لكن لم تغنهم الشجاعة الشخصية الفائقة عما تسلح به الغزاة من اسباب العلم والتنظيم والتخطيط والتعاون المنضبط. (١)

فمن غير الجائز أن يبقى الكيان الصهيوني (الثكنة العسكرية المتقدمة للولايات المتحدة) متقدماً علمياً على امتنا بكاملها. رغم كل ما لامتنا من تاريخ وحضارة ومن إمكانيات بشرية وطبيعية. (يقول نتنياهو) رئيس وزراء العدو الصهيوني: "إنني متفائل جداً لأنني أومن بأن في استطاعة (دولة إسرائيل) خلال الأعوام القريبة المقبلة، أن تزيد في قوتها أضعافاً مضاعفة في العالم ما بعد الصناعي الذي نلجه، توشك (إسرائيل) أن تتحول إلى عنصر جبار، شديد الأهمية، لأننا متأهبون لاقتصاد المعلومات اكثر من أية دولة أخرى في العالم. أن عدد العلماء نسبة إلى السكان في البلد هو الأعلى في العالم، والمؤسسة الأمنية تنتج سنوياً آلافاً من الشبان الذين اكتسبوا خبرة فريدة من نوعها في مجال نظم المعلومات والحاسبات الالكترونيه والمحركات والأجهزة الآلية التي تقوم بأعمال الإنسان". طبعاً لم يذكر (نتنياهو) أن نسبة عاليه جداً من هؤلاء العلماء قد قدموا إلى الكيان الصهيوني عبر تهجيرهم من بلدانهم ودفعهم للاستيطان في فلسطين خدمة للمشروع (الأمريكي الصهيوني) " (٢).

وعلى الطرف الآخر في عالمنا العربي تعيش شعوبنا نسبه عالية من الامية باختلاف انواعها ولا يتجاوز انتاجنا الثقافى والعلمي مما ينشر ما تنشسره دوله صغيره مثل اليونان، وحتى اسهاماتنا العلمية معدومه وانتاجنا الثقافي والفكرى وحتى العلمي تغلب عليه الشعوذة والنقل والتقليد واجترار الماضى والتغنى على الاطلال، ولكن بالرغم من ذلك فأننا قادرون بالتأكيد على الإبداع العلمي، وعلى


(١) خروج العرب من التاريخ- د. فوزي منصور- ترجمة ظريف عبد الله و كمال السيد- ص ٦ - ٧ - مكتبة مدبولي - ط١ ١٩٩٣
(٢) صهيونية الخزر وصراع الحضارات - وليد محمد على ص٢٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>