للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جسر الهوة الثقافية والتقنية والمعلوماتية التي تفصلنا عن الدول المتقدمة، فهناك الآلاف من كبار العلماء والمخترعين والمبدعين من أبناء امتنا موجودون في الكثير من دول العالم، ويحتلون العديد من المفاصل في عالم الثقافة والمعلوماتية وغيرها من حقول العلم. وهم مستعدون إلى العودة إلى وطنهم في حال توفر المناخات المناسبة. وكذلك يوجد في وطننا العربي عشرات الآلاف من العقول المبدعة والمعطاءة. وبالأساس فان مسألة توفر الكفاءات العالية العربية سواء في الوطن أو دول المهجر ليست بالقضية المطروحة أمامنا. بل أن القضية هي كيف يمكننا تأسيس مشروعنا النهضوي العربي الذي يستقطب كل الكفاءات.

ولذلك كما نرى عدة شروط أبرزها:

أولاً: حسم رؤيتنا لطبيعة الصراع مع العدو الأمريكي الصهيوني، كونه صراعاً حضارياً شاملاً وهو مع الكيان الصهيوني صراع وجود.

ثانياً: الاقتناع الراسخ لدى كل المنتمين للمشروع النهضوي الحضاري للامه .. أن تخلفنا الراهن، هو أمر طارئ وغير طبيعي، وان حضارتنا العربية الإسلامية (عندما كنا متمسكين بها وقادرين على تمثلها بشكل صحيح) مكنتنا من أن نكون في قمة الحضارة العالمية.

ثالثاً: أن يصبح هذا المشروع هو مشروع جماهير الأمة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير والنهضة والتقدم. وهذا لا يتأتى إلا في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. والفصل بين المؤسسات، والإقرار بالحريات الأساسية، التي كان الإسلام من مصادرها الاساسية. لان ذلك يؤدي إلى إفساح المجال أمام الطاقات المبدعة ويفجر الإبداع المتجدد ويساهم في كسر حلقة التخلف الذي نعيش فيه.

رابعاً: أن تعود أوطاننا إلى أبنائها بشكل فعلي وملموس ليعود أبناؤها إليها (إلى أوطانهم). فامتنا ونتيجة لدوامة التخلف والتجزئة والتهويد، أصبحت أمة طاردة لأبنائها الذين اصبحوا يضطرون إلى هجرها بحثاً عن العلم والوظيفة وتحقيق الذات، وأحياناً بحثاً عن العلاج ناهيك عن الحرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>