للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامساً: إعطاء الاهتمام اللازم لمراكز البحوث والدراسات التي تمكن العلماء والخبراء من العمل في تخصصاتهم، والإسهام في تطوير مجتمعاتهم.

سادساً: أن تكون حكوماتنا وأحزابنا ومنظمات المجتمع الأهلي كلها أدوات لتحقيق أهداف الأمة لا أهداف بحد ذاتها. هذا يساعدنا على الخروج من حالة القبلية (١) التي نعيش في دوامتها ويعيدنا إلى وضعنا الطبيعي .. فقد كانت الخلافة الراشدة أول نظام حكم ديمقراطي حقيقي في التاريخ (الحكم بالمبايعة والقيادة بالشورى). وعندما تخلى المسلمون عنها وصلنا إلى هذا الوضع المتأزم، الذي يتحمل مسئوليته القادة والسياسيين والمفكرين، فانهم أولاً وأخيراً حجر الرحى، ومركز الدائرة، وملتقى تقاطع الخطوط، ونقطة الزاوية فيما نحن فيه، من العلاقة المتأزمة بين أقطارنا، وبين شعوبنا وحكامنا، وبين تياراتنا الفكرية والسياسية.

نعم أن الكل مسؤول والكبار قبل الصغار والعقلية الشخصانية للحكام أولاً وغياب المشورة وغياب الديمقراطية وغياب التعددية في الرأي ومحاولة الزعامات فرض الرأي الواحد باللجوء إلى اسهل الطرق .. إلى أجهزة القهر ووسائل القمع. هذه البدائية في العمل السياسي هي السبب والداء والمرض الكامن في كل الدول المتخلفه .. إنها الطفولة والانفعالية والتهافت على الأخذ قبل العطاء، ومحاولة رؤية كل شيء من خلال الأنا وليس من خلال نحن، من خلال الواحد وليس الكل. وللاسف فإن كل الدول العربية والإسلامية مصابه بهذا الداء الوبيل بدرجات مختلفة .. والإسلام أبداً ليس مسؤولاً عن هذا الداء الوبيل. فأول ما يأمر به القرآن كل حاكم هو ألا يطيع هواه وألا يركن إلى نفسه وان يطلب العدالة بلا تحيز وان حملته هذه العدالة على إنصاف من يكره ومعاقبة من يحب وان يأخذ بالمشورة وان يستمع إلى رأي الاخر (٢).


(١) يرى احدى الباحثين ان "التفكك القومي للعرب في عصرنا الراهن، في مواجهة الغزو الصهيوني المتسارع الخطر، ذلك التفكك الذي يكاد يأخذ طابع الانتحار الجماعي، يعود إلى تغلب الصحراء على المدن في اللحظة العربية الراهنة، الصحراء التي تقذف المدن تباعاً، ليس فقط بالقيم الجديدة المرتبطة بالدخول "الريعية" ولكن أيضاً بالقيم القديمة القبلية الأفق في كل اتجاه ينبسط اليه البصر". خروج العرب من التاريخ- د. فوزي منصور- ترجمة ظريف عبد الله و كمال السيد- ص ١٠.
(٢) اسرائيل .. البداية والنهاية - د. مصطفى محمود ص٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>