سابعاً: الإقرار بفطرة الاختلاف وبديهية التعددية. فالإقرار بالاختلاف والتعددية هو المدخل الطبيعي لإبداع الوسائل التي تمكننا من مواجهة تحديات العصر وصناعة المستقبل. ومع الآخذ بعين الاعتبار أن لا فائدة من التعددية إذا لم تمكنا من حشد الجهود في مواجهة الغزو الأميركي الصهيوني، ولا فائدة من أي تيار إلا بانخراط دعاته وأنصاره في خضم المعركة المصيريه.
ثامناً: العلاقة الجدلية بين الوحدة والتحرير والتقدم. لقد ارتكز الغرب الاستعماري على حالة التخلف التي كانت تعيش فيها امتنا (بفعل عوامل مركبه لا مجال للخوض فيها هنا) ليحتل بلادنا، ويجزء حتى الوحدات الطبيعية فيها (سوريا، وادي النيل، المغرب العربي، شبه جزيرة العرب والخليج اليمن)، وعمل على تهويد القلب الذي يربط الجناحين الآسيوي والإفريقي للوطن العربي (فلسطين). فكان الارتكاز إلى التخلف والتجزئة لإقامة ثكنة عسكرية متقدمة للغرب وعمل على تكريسها، فتشكل ثالوث معاد يساند بعضه بعضاً (التخلف، التجزئة، التهويد). وقد اصبح من الواضح ومن خلال التجربة العلمية أيضاً، أن لا تقدم ممكن لأي قطر من الأقطار العربية .. إلا عبر خطوات وحدوية تراكمية، وهذه الخطوات لم تعد ممكنة بدون عملية تقدم شاملة تؤدي إلى وعي عميق بأهمية الإقدام على تلك الخطوات الوحدوية.
وهذان الأمران الوحدة والتقدم غير واردين بدون التصدي للغرب الاستعماري المتمثل الآن بالولايات المتحدة - وقاعدته المتقدمة الكيان الصهيوني. ولقد أثبتت الأمة قدرة كبيره على هذا التصدي وعلى دور التصدي في حشد طاقاتها (تجربة حرب تشرين/أكتوبر ١٩٧٣ - المقاومة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية - المقاومة الإسلاميه والوطنية في لبنان). أن علاقة الوحدة والتقدم والتحرر علاقة مثلت جدلي سبب ونتيجة، أن كلاً منها سبب للآخر ونتيجة له في آن واحد. فالتحرير سيكون نتيجة للوحدة والتقدم وهو أساسي لهما، وكذلك الوحدة لن تكون بدون تقدم. والتحرير والتقدم لن يكتب له النجاح بدون خطوات على طريق الوحدة والتحرير. ثالوث لا يمكن له أن يتحقق إلا بالتوازي وبالتراكم المترابط.
تاسعاً: أن يستند المشروع النهضوي لامتنا على دائرة تحالفيه أولية (دائرة الشعوب الإسلامية) التي تجمع ولا تفرق، تقر بالخصوصية في إطار الوحدة. فلكل