للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعوب الإسلامية مصلحة مشتركة في التصدي للعدوان الدوني المتوحش، واقتلاع الكيان الصهيوني الذي يسيطر على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين (القدس التي باركها وما حولها الباري عز وجل) ويريدون تدميرها نهائيا كرمز للقضاء المبرم على الإسلام وحضارته الإنسانية. ومرة اخرى أقول: أن اتحادنا في عصبة واحده ويد واحده هو أقوى أسلحتنا. بل أن عزل إيران عن العصبة الإسلاميه هو تآمر أمريكي غربي، وتفتيت العصبة الإسلاميه كان دائماً هدفاً عزيزاً لقوى الاستعمار الغربي، وخلق الأعداء للإسلام من داخله كان دائماً سياستهم، وقد جاء أوان رأب الصدع وجمع الصف (١).

عاشراً: إقامة تحالف حقيقي قائم على الاحترام المتبادل والمصالح الواحدة مع كل الشعوب المستضعفة في الأرض، والتي تتعرض لكوابيس الدون المتوحشين مصاصي دماء الشعوب. فهناك ضرورة للتعاون بين دول الشمال والجنوب لغرض تدعيم السلم والتسامح ابتداء بتخلي دول الشمال عن روح الاستعلاء ونظرة العداء تجاه أبناء المستعمرات القديمة وفتح مجال التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما. كما ان هناك ضرورة تعزيز المنظومة التربوية بالقيم الإنسانية التي توجه الأجيال الصاعدة نحو الحوار وحسن الاستماع للآخر واحترامه والقبول بالاختلاف الحضاري والتمايز الثقافي، وهو في ذلك لا فرق بين الدول الغربية والدول الإسلامية لأن الوقوف في وجه العولمة الأميركية لا يمكن أن تحققه الدول الأوروبية بمفردها، إذ لابد لها من دعم إستراتيجي واقتصادي وبشري، وهو ما يمكن العثور عليه في دول جنوب البحر المتوسط المتمثلة في الدول العربية. وبناء على ذلك فأنه يمكن إنشاء قوة متوسطية يحسب لها حساب بإمكانها أن تفرض على أميركا احترام حقوق الشعوب ومميزاتهم ومعتقداتهم، فتكون -أي هذه القوة- الضمانة من أجل الرخاء ونشر الأمن والوئام بين شعوب وحضارات البحر المتوسط (٢).

حادي عشر: إعادة العلاقة بين الإسلام والمسيحية، إلى صورتها الحقيقية التي تم تشويهها وتكسيرها بفعل الاختراق الصهيوني. فكلا الديانتين الإسلامية


(١) اسرائيل .. البداية والنهاية - د. مصطفى محمود ص٥٠
(٢) بين حضارة القوة وقوة الحضارة - تأليف الدكتور غيات بوفلجة-عرض/سكينة بوشلوح

<<  <  ج: ص:  >  >>