للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نموذجه المادي الحسي السيئ بمثلثة المعروف: المصنع، المبغى، والسوبر ماركت (١). اننا نعتقد أن لنا دوراً كبيراً فيما يعد على مسرح الحوادث الآن، وانه نفس الدور الذي كان لنا في أيام التتار وفي أيام الصليبيين، ولكن الصليبية القادمة هي صليبية يهوديه لا علاقة لها بصليب ولا بمسيح .. وانما مرادها الوحيد هو السيطرة على العالم القديم بمسميات دينيه توراتيه كاذبه (٢). أننا لسنا وحدنا في النهاية .. فلله سبحانه وتعالى طرف خفي في الصراع، فالدين المستهدف هو دينه، ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية ولا يخلى طرفنا من واجب الاستعداد واخذ ألاهبة. فالتواكل والتخاذل والركون إلى الظالمين والإخلاد إلى الدنيا، ليست من أخلاق المسلم .. والله لا ينصر إلا من ينصره .. وهو القائل في قرآنه: (ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوى عزيز) ٤. - الحج. فلنصر الله شرط هو الانتصار لدين الله ولا بد أن نوفيه. وانا لموفون به بإذن الله (٣).

وهنا فاننا كمسلمين لا نراهن على هزيمة الغرب عسكرياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً، وانما نراهن على الهزيمة الثقافية والحضارية للغرب أمام ثقافة الإسلام الشاملة وحضارته الإنسانية (٤). فالسلاح وحده لا يستطيع أن يصنع نصراً حضارياً .. وهل صنع التتار شيئاً وهم الذين انتصروا على المسلمين ثم دخلوا في الإسلام رغم انتصارهم .. أن الحكاية اكبر مما يتصور الذين خططوا لها. إننا نقف على مشارف منعطف تاريخي خطير .. أن الكارثة تهدد الكل. وما من دولة من دول المواجهة إلا وستصاب في أراضها واقتصادها وابنائها واستقلالها، إذا اخطأ أولو الأمر فيها حساباتهم (٥). فاعداءنا يرون انهم يعيشون مرحلة انتصار على المستويين الدولى والاقليمى. واننا كأمه عربية اسلامية قد هزمنا وخسرنا الاصدقاء .. ولابد من استكمال هزيمتنا في مختلف المناحى واخضاع امتنا بالكامل .. كخطوة مفصلية على طريق سحقنا بكل ما تحمله كلمة سحق من معنى. وإذا استطاعت شعوب الشرق


(١) مذكرات حول واقعة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) - د. عماد الدين خليل- ص١٨١
(٢) اسرائيل .. البداية والنهاية - د. مصطفى محمود ص١٣٦
(٣) اسرائيل .. البداية والنهاية - د. مصطفى محمود ص٦٠
(٤) الإسلام .. والغرب .. وإمكانية الحوار -ابراهيم محمد جواد
(٥) اسرائيل .. البداية والنهاية - د. مصطفى محمود ص٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>