للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا القتال وهو كره لنا، فما سعينا له وما أقدمنا عليه الا بعد أن تمكنوا من رقابنا وعاثوا في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين " (١).

وبما أن الإسلام مجّد المقاومة والجهاد ورفع من مكانة الشهيد والشهادة، فإن ثقافة المقاومة في المجتمعات الإسلامية ثقافة راسخة رسوخ العقيدة فيها، ورغم ضعف الإمكانيات المادية فإن المقاومة تتميز بالاستمرارية وحتمية النصر في النهاية. ومن هذا المنطلق يمكن التفريق بين أن تهزم عدوك بالقوة، وبين أن تمتلك عناصر المقاومة وتهزمه بقوة البقاء والتحمل. كما أن استمرار الحضارة الإسلامية أكثر من خمسة عشر قرناً وبقاءها في وقت ظهرت فيه حضارات أخرى واندثرت، دليل على قوة هذه الحضارة وحركية هذه الأمة (٢). http://www.aljazeera.net/NR/exeres/ فنحن أمة قاتلت خصومها في معظم الأحيان وهي الأقل عدة وعدداً، ومع ذلك خرجت منتصرة في معظم الأحيان. كذلك وعندما نهزم كانت الخيانة الطعنة الغادرة التي تجىء بأيدي أبناء جلدتنا أنفسهم هي التي تهزمنا. لقد أخرجتنا الخيانة من الأندلس وفتحت الطريق أمام خصوم هذا الدين لكي يذبحوا أمة جاوزت مليونين واربع مائة الألف عدداً، لقد أرغمتنا الخيانة على مغادرة الفردوس المفقود، ولم تكن هذه هي المرة الأولى والاخيره في تاريخ الإسلام والمسلمين .. لقد تكرر المشهد كثيراً ولن يتسع المجال لاستعراض فصوله بل حتى التأشير عليها .. ويكفي إن نتذكر إن الخيانة أسقطت الخلافة العثمانية وأخرجتنا من الجانب الآخر من أوربة الجانب الشرقي .. ومكنت الغرب المستعمر من الإمساك برقابنا وفتحت الطريق لشذاذ الآفاق لكي يقيموا دولتهم المغتصبة في فلسطين (٣).

وما لم تتوحد القيادات والقوى الشريفة المتبقية في الساحة عبر اللحظات الراهنة لكي تجنب البشرية هذا المصير المفجع، فان السرطان الأمريكي سيمضي لافتراس العالم كله .. القيم النبيلة المتبقية في هذا العالم بعبارة أدق، لكي يفرض


(١) الكابوس الأمريكي وحلم الخلاص - محب الصالحين - http://www.almotmaiz.net/vb/showthread.php?t=٩٨٧٢
(٢) بين حضارة القوة وقوة الحضارة - تأليف الدكتور غيات بوفلجة-عرض/سكينة بوشلوح
(٣) مذكرات حول واقعة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) - د. عماد الدين خليل- ص١٦٩

<<  <  ج: ص:  >  >>