كتابه والتي يسعى على ما يبدو إلى إعادة العمل بها من خلال خطابه بالقاهرة. ولكن هل بالفعل كان خطابه جرأة أمل أم إثارة الدهشة أم الخديعة ..
على كل الاحول فإن البحث في ثنايا الخطاب ستكشف سلبيات وتناقضات عديدة في مضمونه، برغم لغته البراقة وأسلوبه الأخاذ كما يرى البعض، الا أن الخطاب في مجمله متوازن وفيه رؤية واضحة وفيه مقاربة جديدة فيما يتعلق بالعلاقة مع الدول الإسلامية ومنها قضية حوار الحضارات والقضية الفلسطينية، إذا ما قورن بخطابات ومواقف الرؤساء الأمريكيون السابقون التى كانت تعتبر خطابات معادية ومنحازة لإسرائيل، ولا فائدة من متابعتها. هذا الخطاب بالذات، كان له وقعه الواضح، وامتاز بلغة اميركية جديدة ففي جميع القضايا التي تشغل العالمين العربي والإسلامي، كان أوباما صريحاً وواضحاً، وقد سعى منذ بداية خطابه إلى إيصال رسالة مفادها "أنا أفهمكم جيداً"، لهذا بدأ خطابه بالتركيز على مساهمة الحضارة الإسلامية تاريخياً بتطور العلوم والرياضيات والطب وعلوم الإبحار، واستخدم تاريخه الشخصي كابن لعائلة كينية، أعداد كبيرة منها مسلمة، مذكرا بأنه كان يستمع إلى الأذان صباح كل يوم في اندونيسيا حيث امضى جزءا من طفولته. واستخدم أوباما العديد من الآيات القرآنية للتدليل على فهمه للإسلام والمسلمين.
وباستعراض ما قاله بشان القضايا التي جعلت الشعوب العربية والإسلامية تنظر للولايات المتحدة كعدو، نجد أن أوباما قد حاول بكثير من الوضوح "تفكيك" هذه الخصومة وتحويلها إلى نوع من شراكة محتملة وممكنة.
فيما يتعلق بأفغانستان وباكستان فإن أميركا لن تهادن، ولن تتراجع في الحرب التي تشنها على القاعدة وحلفائها. أوباما يرى الحرب مشروعة وضرورية وعادلة لمعاقبة من تسبب بمقتل الآلاف من الأميركيين في الحادي عشر من سبتمبر، ولن تكون هنالك مساومة على ذلك إلى أن يتم عزل القاعدة ومحاصرتها والقضاء عليها.
أما ما يتعلق بالعراق، فقد كان أوباما من أوائل المناهضين للحرب على العراق عام ٢٠٠٣. وعندما تحدث أمام جماهير الحزب الديمقراطي في مؤتمر بوسطن، أشاد بالجنود الأمريكيين الذين يخدمون في العراق، وقال إنه يجب إعطاء عائلات الجنود الذين يقتلون في العراق المزيد من الدعم المالي. لهذا فقد اقترب أوباما