كثيراً جداً من الاعتذار دون ان يقول ذلك صراحة. لكن كلماته كانت اعتذارية. هي "حرب لم تفرض علينا"، "اختيارية"، "انقسم الأميركون والعالم معهم بشأنها"، مضيفاً وهذا هو الأهم، "سنغادر العراق بأسرع وقت ممكن، ولن تكون لنا قواعد عسكرية فيه"، موضحاً بأن ذلك ينتهي العام ٢٠١٢.
اما بالنسبة لفلسطين القضية المركزية للامه العربية والإسلامية، والتى بدون حلها لن تنعم المنطقة بالاستقرار، فقد كانت مقاربتة الجديدة التي طرحها اوباما تتعامل بالتزام وتوازن، فالكلمات المستخدمة شديدة الدلالة على تفهمه لما عاناه ويعانيه الفلسطينيون، وعلى جدية إدارته والتزامه الشخصي بطي هذا الملف بإنجاز تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل وفق مبدأ الدولتين. لأول مرة نستمع إلى رئيس أميركي يتحدث عن الصراع الذي بدأ منذ قيام إسرائيل وليس منذ عدوانها على العرب العام ١٩٦٧، مستخدماً في وصفة لمعاناة اللاجئين تعبيراً يعني اعترافاً بأنهم "انتزعوا من أرضهم بالقوة"، وبأنهم يعيشون في حالة من الذل تحت الاحتلال، وان هذا الوضع لا يمكن التسامح معه، وأن أميركا ستقف مع حق الفلسطينيين بالكرامة والدولة ولن تدير ظهرها لهم. تأكيد أوباما بأن الاستيطان غير شرعي ـ مهم هنا وهو تطور في طريقة النظر لمسألة الاستيطان، لأن الدارج سابقاً لدى السياسيين الأميركيين أن يقولوا إنه "عقبة في طريق السلام" بينما المسألة هي عدم شرعية هذا الاستيطان وضرورة إزالته لتعارضه من القانون الدولي. ومن المهم أيضا ملاحظة أن أوباما يرفض استمرار محاصرة غزة "فالأزمة الانسانية في غزة لا تجلب الأمن للإسرائيليين وتدمر حياة الفلسطينيين".
وفي خطابه كرر أوباما حديثه عن علاقة أميركا بإسرائيل "غير القابلة للكسر" وعن معاناة "الشعب اليهودي التاريخية" وعن حقهم تبعاً لهذه المعاناة بدولة خاصة بهم، فقال: إن متانة الأواصر الرابطة بين أمريكا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع. ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبدا وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه.
وهذا الدعم والتعاطف الكامل مع اسرائيل لا يقلل بأي حال من تعاطفه وتفهمه لمعاناة الفلسطينيين. والواقع أن أوباما قد أرسل منذ توليه الرئاسة رسائل