للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واضعاً الحد لحياة أول رئيس أمريكي كاثوليكي أراد أن يرى عالم أكثر سلماً وعدلاً واستقراراً .. وهذا لا يرضي تجار الحروب والعنصريين من البارونات الانجلوسكسون الذين نفذوا الجريمة واخفوا أدواتها بسرعة هائلة، وأسدلوا عليها ستار من الصمت والغموض، بالرغم من أن الناس أخذوا يتساءلون منذ الساعة الأولى لاغتيال الرئيس: من الذي قتله؟ ولماذا ولكنهم لم يجدوا جواباً قاطعاً عن هذا السؤال حتى يومنا الحاضر!! فقد اختفت أطراف الجريمة في الماء، وتم إعدام المدعو (لي هاربي اسفالد) بالرصاص فوراً. أما المتهم الثاني جيوم روبى فقد مات في السجن.

وبالرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف ـ بي ـ أي) خلص في التحقيق الذي أجراه عام ١٩٦٤م إلى أن لي (هارفي اوزوالد) اغتال كينيدي وحدة من دون تورط أي جهة أخرى معه، إلا ان ذلك لم يمنع ظهور نظريات لا حصر لها لتفسير (المؤامرة) الكامنة وراء اغتيال كيندي. وفي آخر هذه النظريات "يتهم (بار مكليلان) ـ والد المتحدث الحالي باسم البيت الأبيض ـ في كتاب صدر حديثاً، الرئيس الأمريكي الراحل ليندون جونسون بالوقوف وراء اغتيال الرئيس جون كيندي، ويعرض (مكليلان الأب)، في نحو ٤٨٠ صفحة في كتابه الذي صدر بعنوان (الدم .. المال .. السلطة): كيف قتل جونسون، كيندي؟. تفاصيل ومقابلات خاصة وصور بصمات تثبت أن (ادوارد كلارك) سفير أمريكا السابق في استراليا، وهو من اخلص أعوان جونسون، وضع خطة اغتيال كينيدي عام ١٩٦٣م وتستر عليها" (١).

وسواء كانت هذه الرواية صحيحة أم لا، فإن القارئ يبقى في حيرة من أمره، فيتساءل عن سبب توتر العلاقة بين الأخوين كينيدي من ناحية، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ( CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي ( FBI) ، من ناحية أخرى خصوصاً أن جون كينيدي كان مفتونا باستخدام الأساليب الإستخباراتية في سبيل خدمة المصلحة القومية (٢)، ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: كيف ارتكبت المخابرات السرية الأمريكية كل هذه الأخطاء التي أدت إلى مقتل الرئيس


(١) جريدة الخليج الإماراتية -٢٢ـ٨ـ٢٠٠٣ـ عدد ٨٨٦٠
(٢) الرئيس كينيدي .. ملامح القوة ـ ريتشارد ريفز ـ عرض/ كامبردج بوك ريفيوز- الجزيرة نت

<<  <  ج: ص:  >  >>