للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دولة، في مؤتمر بمدينة القدس، تعبيراً عن الدور المركزي لهذه المدينة في فكر وحركة الصهيونية المسيحية المعاصرة. وقد جاء تأسيسها أثر رفض المجتمع الدولي لقرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وكرد فعل على قيام عدد من دول العالم بنقل سفاراتها من القدس إلى تل أبيب.

"وقد افتتحت السفارة مكاتب لها في القسم الغربي من مدينة القدس، وأعلنت عن افتتاح أكثر من ٣٧ قنصلية لها في دول العالم، وأخذ يدير هذه المكاتب رجال دين مسيحيون متعصبون للصهيونية. وقد اتخذت السفارة ولاية كارولينا الشمالية، مقراً لها وافتتحت فروعاً لها في عدد كبير من المدن الأمريكية الرئيسة. وتقوم هذه المراكز بجمع التبرعات لإسرائيل وعقد المؤتمرات وتسيير المظاهرات وحشدها، وبيع المنتجات الإسرائيلية، وتنظيم الرحلات السياسية إليها، وممارسة الضغوط السياسية على صانعي القرار في دول العالم لصالح إسرائيل. ويؤمن أعضاء وأنصار هذه السفارة، بأنه على إسرائيل أن تمتد من النيل إلى الفرات. وقد اختصر زعيم هذه السفارة أهداف منظمته بقوله: إننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم" (١).

وتصل موازنة السفارة إلى أكثر من ١٠٠ مليون دولار، وملايين الأتباع، وعشرات الألوف من الأعضاء في جميع أنحاء العالم. وقد نظمت السفارة على مدى الأعوام الماضية، مهرجانات ومسيرات حاشدة في شوارع القدس، احتفالاً بتأسيس إسرائيل وبالأعياد الدينية اليهودية، مثل عيد العرش، الذي شارك فيه آلاف المسيحيين الأصوليين. وتستخدم السفارة، شبكة واسعة من أجهزة الأعلام لنشر أهدافها وتثقيف أتباعها في كيفية خدمة القضايا الإسرائيلية. فهي تصدر مجلة إخبارية ربع سنوية، اسمها المراجعة، بالإضافة إلى عشرات الأوراق والنشرات والبيانات الدورية. وأنتجت فليماً صهيونياً، وشكلت لجان للعمل السياسي ونظمت حملات مستمرة من الرسائل البريدية إلى صانعي القرار في عدد من دول العالم، وصارت تدعى لجلسات الاستماع في الكونغرس الأمريكي، وفي نفس الوقت رتبت حملات لجمع الدم، دعماً لجنود إسرائيل أثناء غزو لبنان عام ١٩٨٢م، وأنشأت فرقة


(١) من أوراق واشنطن ـ يوسف الحسن ـ ص ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>