عارف رئيساً للجمهورية، حيث اعترفت الحكومة العراقية الجديدة بدولة الكويت، وتم أيضاً قبول عضويتها في الأمم المتحدة. ولكن عارف قتل في حادث طائرة سنة ١٩٦٦ م ليخلفه أخوه عبد الرحمن عارف, وليتم إسقاطه هو الآخر بانقلاب بعثي أكثر إحكاماً هذه المرة سنة ١٩٦٨ م بقيادة أحمد حسن البكر، حيث تم في عهده, تشكل مجلس قيادة الثورة الذي عمل على إجراء إصلاحات اقتصادية ضمنت شعبية للحكم الجديد, ووقع مع الثوار الأكراد اتفاقية الخمسة عشر نقطة سنة ١٩٧٠م التي هدأت التمرد الكردي والتي كان بموجبها منح الأكراد حكماً ذاتياً موسعاً, مع إعطائهم منصب نائب رئيس الجمهورية. ولكن سقطت الاتفاقية واندلع التمرد مجدداً بدعم خارجي، إلى أنه أخمد مرة أخرى بسبب تخلي إيران عن الأكراد إثر توقيع اتفاقية الجزائر مع العراق سنة ١٩٧٤م، حيث صعد نجم صدام حسين في قيادة حزب البعث ومجلس قيادة الثورة, إلى أن تمكن من الإطاحة بالرئيس البكر عام ١٩٧٩م" (١). حيث تمكن الرئيس صدام حسين خلال فتره حكمه من تحقيق انجازات عديدة للعراق برغم كل محاولات الإساءة والتضليل التي نسجت حوله.
من خلال العرض السابق يتضح لنا أن جذور الحرب على العراق خلقتها بريطانيا خلال فترة انتدابها على العراق من خلال المشاكل الحدودية التي خلفتها، وهذا تقليد بريطاني استعماري اتبعته بريطانيا في كل مكان تواجدت فيه. ففي موقف مبكر من الأزمة تساءل الصحفي (كريستوفر هيتشنز) عن الهاجس الغربي بالكويت وأعلن تعاطفه مع العراق وقال: "بالتأكيد انه باستطاعة أمريكا احتلال الكويت بأكملها إذا أرادت ذلك، إلا أن ذلك لن ينجم عنه سوى إعادة وضع كان قائماً من الصعب الدفاع عنه. فحينما رسم البريطانيون الحدود، فعلوا ذلك بقصد متعمد أن ينكروا على العراق منفذاً على البحر، وبذا يصبح العراق أكثر اعتماداً على بريطانيا". وقد عبر عن ذلك السير بارسونز مستشار تاتشر للشئون الخارجية، ومسئول بريطاني متمرس سابق في المنطقة، عبر عن ذلك قائلاً: "الكويت في اللاوعي العراقي، جزء من إقليم البصرة، اقتطعه البريطانيون الملاعين منهم. قمنا بحماية مصالحنا بقدر من النجاح،
(١) راجع ـ العراق .. تقرير من الداخل ـ ديليب هيرو -الناشر: ناشن بوكس، نيويورك- ط١ ٢٠٠٤