للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذاً أن تستمر العقوبات الاقتصادية على العراق دون أن تحقق غرضاً سوى معاناة الشعب العراقي" (١).

ومن الجدير بالذكر أن (شامبرز) كان هو أول من نبه في كتبه إلى خطورة البابليين - أي العراقيين واعتبر أن البابليين سيكونون مرشحين لقيادة هذه العالم وانتزاع السيطرة من قوى عظمى مسيحيه ولذلك فهناك اعتقاد لدى البعض منهم بأن أمريكا إذا لم تنتصر على العراق وتبيدها في هذه الحرب فان العراق سيصبح في غضون سنوات قليله قوة عظمى يحسب لها ألف حساب، مما سينقل مركز الثقل الدولي إلى منطقة الشرق الأوسط وان التاريخ سيعيد كرته من جديد ويكتب للمسلمين السيطرة على العالم. كما أن نصوص سفر الرؤيا، فيها إغراء لليهود بقتال العراق وتدمير أهله بحجة أن فيها سبعة جبال من ذهب نقي. حيث تقول كتب التيار التجديدي للميسوديت: "أن العرقيين إذا نجحوا أولاً في السيطرة على الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب، فإنهم قد يسيطرون على كل المنطقة وأنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وان العرقيين سينتصرون على إسرائيل في هذه الحرب بل وسيزيلون هذه الدولة من الوجود وأنهم سيطورون المسجد الأقصى بدلاً من هدمه، وعندما يصل بهم الأمر إلى هذا الحد فإن ذلك يعنى عدم عودة المسيح وتأخيره إلى مئات الأعوام الأخرى حتى يتحقق الانتصار من جديد للعالم المسيحي اليهودي المشترك" (٢).

وليس من شك أن أتباع الصهيونية المسيحية في أمريكا وبريطانيا، كانوا متشربين روح العهد القديم في النص الحاقد الذي يتحرق كاتبه لسحق رؤوس الأطفال البابليين بالحجارة "طوبى لمن يجازيك يا بابل كما جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويسحقهم على الصخور" (المزامير ـ المزمور ١٣٧). وليس هذا النص فقط، بل مئات غيرها وردت في التوراة وسفر الرؤيا صبت جام غضبها وحقدها، ولعناتها على بابل العراق. ولهذا لم يكن من قبيل المصادفة أن يستشهد (مناحيم بيغن) وهو يوقع معاهدة السلام مع مصر بالنص الحاقد السابق، أمام الرئيس أنور


(١) المسيحية والإسلام والاستشراف ـ محمد فاروق الزين - ص ٢٥١ـ٢٦٢
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقاص١٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>