للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد رزق ابراهيم من هاجر بابنه الأول اسماعيل، ثم رزق بابنه الثاني اسحق من زوجته سارة، ويعتبر اسماعيل جد العرب، كما يعتبر أخوه اسحاق جداً لليهود، وقد ولد لاسحاق عيسى ويعقوب، وقد ولد ليعقوب اثنا عشر ولدا يعتبر كل منهم أبا لسبط من أسباط اليهود، ومن أولاده كان يوسف الذي نقم عليه اخوته وحسدوه فباعوه إلى تجار مصر وادعوا أنه قتل، وفي مصر دخل يوسف في خدمة فرعون وأصبحت له سلطة واسعة فأرسل وراء أبيه واخوته، وهكذا انتقلت أسرة يعقوب إلى مصر (١).

وعلى كل حال، يظهر أن يوسف وإخوته أبناء يعقوب (إسرائيل) نعموا بحرية العمل والعبادة في مصر وكان لهم دورهم في الدعوة إلى التوحيد، غير أن الأمر لم يستمر على حاله في أجيالهم المتعاقبة، فوقع بنو إسرائيل تحت الاضطهاد الفرعوني حتى أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون لإخراج بني إسرائيل منها إلى الأرض المقدسة، لان بنو إسرائيل كانوا في تلك الفترة هم أهل الحق وحملة راية التوحيد، وكان فرعن مصر في ذلك الزمان متكبراً متعجرفاً يدعي الألوهية، فقاد من آمن من قومه شرقاً فأتبعهم فرعون وجنوده، وحدثت قصة انشقاق البحر وإنقاذ الله سبحانه لبني إسرائيل وهلاك فرعون وجنوده.

وبعد إنقاذ الله سبحانه لبني إسرائيل تبرز فصول معاناة موسى وهارون مع بني اسرائيل، ويظهر من صفات هؤلاء ضعف الإيمان والجهل والجبن، فمن كادوا يخرجون من البحر حتى أتوا على قوم يعبدون أصناماً، "قولوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة"!!!، ثم عندما يذهب موسى لميقات ربه يعبد قومه العجل رغم وجود هارون بينهم، وكادوا يقتلون هارون عندما نهاهم عن كفرهم. ثم يقود موسى بني إسرائيل باتجاه الأرض المقدسة ويقول لهم: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"، ولكنهم يختارون الارتداد على أدبارهم، "قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون"، ولا ينفع فيهم النصح فيكررون، "قالوا يا موسى إنا


(١) راجع، فلسطين من أقدم العصور إلى القرن الرابع قبل الميلاد.- د. معاوية ابراهيم. -الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثاني، بيروت،١٩٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>