للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتابه (العبرانيون في تاريخ المشرق العربي القديم) يناقش (د. بشار خليف) اختلاقات التوراة وانتحالاته لتراث المشرق العربي في شقيه الرافدي والكنعاني، ويقدم إضاءة على تيار فكري تاريخي جديد في إسرائيل ظهر في الثلث الأخير من القرن العشرين بما يسمى المؤرخون الجدد في إسرائيل والذين أحبطهم التنقيب الأثري في فلسطين في العثور ولو على دليل بسيط عن تواجد حضاري مهم للعبرانيين والوارد في التوراة، ما أدى إلى نقدهم ونقضهم للروايات التوراتية .. حيث يشير إلى مقولة الباحث الإسرائيلي (زئيف هيرتزوغ (:

"إن الحفريات الأثرية المكثفة في أرض (إسرائيل) خلال القرن العشرين، قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة، كل شيء مُختلق، ونحن لم نعثر على شيء يتفق والرواية التوراتية. إن قصص الآباء في سفر التكوين (إبراهيم - يعقوب - اسحق) هي مجرد أساطير. نحن لم نهبط إلى مصر، ولم نخرج منها. نحن لم نته في صحراء سيناء. نحن لم ندخل إلى فلسطين بحملة عسكرية. وأصعب الأمور أن المملكة الموحدة لداود وسليمان التي توصف في التوراة بأنها دولة عظمى، كانت في أفضل الأحوال مملكة قبلية صغيرة. إنني أدرك باعتباري واحداً من أبناء الشعب اليهودي وتلميذاً للمدرسة التوراتية، مدى الإحباط الناجم عن الهوة بين آمالنا في إثبات تاريخية التوراة، وبين الحقائق التي تتكشف على أرض الواقع" (١). ويشير المؤلف إلى أن طروحات هذا التيار سوف تؤدي إلى انهيار المدرسة التوراتية الأثرية (٢).

فالأدلة العلمية كثيرة قاطعه لم تعد تترك مجالاً لأدنى شك في أن كثير من حكايات التوراة، نهبت من أساطير الشعوب الأخرى حيث أنه وفي وجه هذه الأدلة، لم يعد يجدي الإنكار، ولذا صار اعترافاٌ عاماً. لكن (شطارة) الشعب المختار ودعاته وتبعية أتباعه الأمميين جعلتا من غير المقبول أن يعترف بالنهب دون أن يستغل ذلك


(١) عالم الآثار الإسرائيلي " زئيف هيرتزوغ " صحيفة هآرتس ٢٨/ ١٠/١٩٩٩ - نقلاً عن السفير اللبنانية ١/ ١١/١٩٩٩
(٢) العبرانيون في تاريخ المشرق العربي القديم - د. بشار خليف - دار الرائي للدراسات والترجمة - دمشق ٢٠٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>