للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهيكل إلا عام ٥٢٠ ق. م أى بعد سبعة عشر عاماُ، ولم يدشن المعبد الجديد الا عام ٥١٥ ق. م (١).

ان من عاد من الوجهاء إلى بلده - وقد بقيت الأكثرية في بابل (٢) - قد وصل إلى هدفه فلقد أصبح رئيس الكهنة لديهم يهيمن على كل اسرائيل بعد اعادة بناء المعبد ... وبفضل تعاون أرستقراطية أورشليم مع المحتل الفارسي أصبح كبار الكهنة الصديقيون الذين كانوا قد شغلوا المناصب الكهنوتية -أباً عن جد منذ داوود وسليمان- مالكين لزمام السلطة العليا على انهم موظفون ووكلاء لملك الفرس. وهكذا ظهرت آثار النزاع بين العائدين من بابل وبين الذين ظلوا في فلسطين - يشهد بذلك سفر عزرا- ولكن الخلاف قد تجاوز قضية إعادة بناء المعبد إلى خلاف خاص .. وذلك حينما طلب المنفيون العائدون - ومعظمهم من الملاكين الاغنياء - إلى الفلاحين الفقراء البائسين إرجاع أرضهم إليهم. وواقع الحال أن عقليتين راحتا تصطرعان على كافة الصعد، فالمنفيون القدامى الذين انقطعوا عن بلدهم وشعبهم زماناً طويلاً كانوا يدعون أنهم وحدهم حملة التقاليد الموروثة ولابد لهم من فرض التقيد بها بصرامة ودقة.

ولكي يحرص عزرا على مثانة جدران العشيرة وتماسك أسوارها فقد أولى أهمية خاصة لتحريم الزواج بالاجانب وشدد على الانكماش والانكفاء بدقة وصرامة وبمزيد من التقوقع، واجبر اليهود الذين كانوا قد بقوا في ارض فلسطين وتزوجوا من كنعانيات غير يهوديات وأنجبوا منهن أولادا، أجبرهم على ترك زوجاتهم .. وراح عزرا يقول لليهود إن سبب سبيكم هو اختلاطكم بأهل الأرض، فانتم شعب مقدس بل انتم شعب الله المختار فلا يجوز لكم حتى ملامسة أجنبي. (٣). جاء في سفر عزرا: "لا تزوجوا بناتكم لابنائهم ولا تأخذوا بناتهم لابنائكم، ولا تهتموا ابداً لسلامتهم وسعادتهم". وألح عزرا على طلاق النساء الاجنبيات وطردهن مع أولادهن. ولم يجرؤ أحد على الاعتراض. وهكذا إلى أن فرغوا من حل مشكلة المتزوجين من غريبات.


(١) فلسطين ارض الرسالات السماوية - روجيه جارودي - ترجمة قصي اتاسي- ميشيل واكيم - ص٩٨ - ٩٩
(٢) يذكر أحد المؤرخين أن عدد الراجعين كانوا ٤٢ ألفاً وهم أقلية بالنسبة للعدد الحقيقي
(٣) أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحيةـ عرض وتوثيق هشام آل قطيط ـ ص٢٤٦ـ٢٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>