للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الأمم) بعصا من حديد، يدوس معصره خمر، سخط وغضب الله القادر على كل شيء. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤيا ١٩:١١ـ١٦). وهذه صورة المسيح اليهودي المنتظر ـ البطل السماوي المحارب على رأس جيش من "الأجناد السماوية يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض نقياً" (رؤيا ١٩: ١٤).

وفي الطرف المقابل يقف "الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا حرباً مع الجالس على الفرس ومع جنده" (رؤيا ١٩:١٩). تساعدهم قوى الشر ممثلة بـ "أرواح نجسة شبه ضفادع. أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم، وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء .. إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون" (رؤيا ١٦: ١٣ـ ١٦). وقبل أن تضع الحرب الكونية أوزارها، يقول الرائي:"ورأيت ملاكاً واحداً واقفاً في الشمس، فصرخ بصوت عظيم قائلاً للطيور جميعها: هلم اجتمعي إلى عشاء الإله العظيم، لكي تأكلي لحوم ملوك، ولحوم قواد أقوياء، ولحوم خيل، والجالسين عليها، ولحوم الكل حراً وعبداً صغيراً وكبيراً" (رؤيا ١٩: ١٧).

وكان من الطبيعي، بمفهوم الرائي يوحنا، أن ينتصر في المعركة الكونية بطل السماء ـ المسيح المنتظر، "فقبض على الوحش، والنبي الكذاب معه، الصانع قدامه الآيات التي أضل بها الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته، وطرح الاثنان حيين في بحيرة النار المتقدة بالكبريت، والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه. وجميع الطيور شبعت من لحومهم" (رؤيا ١٩:٢٠ و ٢١).

هكذا تحددت مهمة المسيح المنتظر بوضوح، ومنذ البداية، وهى سحق الرؤوس، وملء الأرض بالجثث، وجعل الأمم جميعها موطئاً لأقدام بنى إسرائيل، وانتداب اليهود بقيادة المسيح المنتظر لحكم الأرض، نيابة عن يهوه (الرب)، أى إقامة ملكوت يهوه على الأرض. وهذه الصورة التي رسمها يوحنا اللاهوتي في رؤياه، تعتبر الأكثر تعبيراً عن صورة المسيح الذي ينظره اليهود. فالأوصاف التي طرحها يوحنا هي لمسيح يهودي، محارب. "عيناه كلهيب نار .. متسربل بثوب مغموس بدم" (رؤيا١٩:١٢) "رجلاه شبه النحاس النقي كأنها محميتان في آتون .. وسيف ماض ذو

<<  <  ج: ص:  >  >>