للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدين يخرج من فمه" (رؤيا ١٥:١). ثم يكرر يوحنا اللاهوتي هذه الصفة التي ينسبها إلى مسيحه، بصيغة من البلاغة التفصيلية، فيقول: "ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب الأمم، وسيرعاهم بعصا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله" (رؤيا ١٩: ١٥). "وله على ثوبه، وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤيا ١٩: ١٦).

ومسيح يوحنا كائن مركب، "له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب" (رؤيا ٣: ١). "وله سبعة قرون وسبع أعين" (رؤيا ٥: ٦). "والممسك السبعة الكواكب في يمينه" (رؤيا ٢: ١)، وهذه أوصاف وصور مقتبسة أو مستعارة من دانيال وحزقيال، ارتبطت بيهوه (الرب)، أو قل أن يهوه نسبها إلى مسيحه الذي وعد جماعته (اليهود) به، ليقود جيشهم في مذبحة الأرض، التي سيرتفع أثرها ملك صهيون على أمم الأرض (١). ومسيح يوحنا ليس فيه من المسيح المسيحي (يسوع الناصري)،غير صفة الخروف، ولكن (خروف) يوحنا (المسيح) لا يبدو واقفاً على جبل الزيتون يعلم التلاميذ مثلاً. ولا "يطوف المدن كلها والقرى يعلم مجامعها" (متى ٩: ٣٥) وإنما يبدو "واقفاً على جبل صهيون" (رؤيا ١٤: ١) حيث شد داود إطناب خيمته. و (خروف) يوحنا (المسيح) لم يأت ليخلص البشرية (الفداء)، وإنما ليخلص بني إسرائيل "من بين كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤيا ٥: ٩). والذين "اشتراهم بدمه" (رؤيا ٥:٩) أي خلصهم ـ فداهم ـ هم "مائة وأربعة وأربعون ألفا مختومين على جباههم من كل سبط من بني إسرائيل" (رؤيا ٧: ٤) (٢).

ومسيح يوحنا يهودي، فهو "الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود" (رؤيا ٥: ٥)، "الذي له مفتاح داود" (رؤيا ٣: ٧)، والذي رفع جماعته (بني إسرائيل) فوق البشر جميعهم، "وجعلتنا لألهتنا ملوكاً وكهنة" (رؤيا ٥:١٠) "ومسحهم سادة على الأرض" (رؤيا ٥:١٠). ومسيح يوحنا اليهودي، سيقود جيش القديسين ضد جيش الأشرار المؤتلف بقيادة (يأجوج ومأجوج) في "الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون" (رؤيا ١٦:١٦).


(١) الأصولية المسيحية في نصف الكرة الغربي - جورجي كنعان ص١١٨
(٢) الاصولية المسيحة في نصف الكره الغربي - ص١١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>