للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلسطين، وتقرير كيفية التعامل العُنفي مع سكان البلاد الأصليين منتقلين من المحرضات الذهنية، إلى الوقائع المادية، ليربطوا خرافات الماضي بمآسي الحاضر، وكأنها ليست إلا تحقيقاً لنبوءات توراتية (١). وقد غمرت الغبطة وجه (فولويل) حين اختتم حديثه الصحفي مع (روبرت شير) قائلاً: "إنني أؤمن بما يؤمن به الرئيس ريغان". ويفضل القس (فولويل) موضوع هرمجدون على أي نبوءة أخرى ففي ٢/ ١٢/١٩٨٤م ألقى موعظة كنسيه صاخبة تقول: "فجمعهم إلى الموضع، الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون. ويضيف (فولويل) سيكون هناك اشتباك آخر وأخير، وعندئذ سيتخلص الرب من هذا الكون، وفي الإصحاحين (٢١ و ٢٢) من سفر الرؤيا يتابع (فولويل)، جاء إن الرب سيدمر هذا الكون وسيرافق الدمار انفجار هائل، وحرارة عاليه، كما يقول القديس بطرس نفسه" (٢).


(١) ١).
وإذا كانت هذه آراء صهاينة مسيحيون قبل قرن من الزمن، أما الآن فقد أصبح الوعظ بلاهوت تل مجدو الشغل الشاغل لليمين المسيحي الأصولي الأمريكي في هذا العصر. فمن خلال شبكة هائلة من مئات الإذاعات وقنوات التلفزيون، يقوم عشرات الألوف من الوعاظ الأمريكان في الكنائس وعلى الإذاعات والتلفزيون، ومدارس الأحد، بالتغلغل في قلوب وعقول عشرات الملايين من الأمريكيين.
"ففي عام ١٩٨٠م عندما كان (ريغان) مرشحاً للرئاسة، اختتم مقابلة تلفزيونية مع الإنجيلي جيم بيكر قائلاً: "قد نكون نحن الجيل، الذي سيشهد هرمجدون في يوم من أيام حياتنا". وفي مقابلة لاحقه مع العديد من ضيوف بيته، أشار ريغان إلى (أن جيلنا هو الذي يمكن أن يحقق هرمجدون)، وفي مقابلة صحفيه أجراها الصحفي (روبرت شير) في آذار ١٩٨١م مع (جيري فولويل) صاحب محطة الحرية للبث التلفزيوني، كشف فولويل النقاب عن حديث مشترك دار بينه وبين ريغان ومؤداه، أن ريغان يؤمن بأن العالم يسير نحو نهايته المحتومة سريعاً، وأن التاريخ يصل إلى منتهاه وأن العالم لن يعيش أكثر من خمسين سنة أخرى (النبوءة والسياسة - ص ٥٠
(٢) على أعتاب الألفية الثالثةـ الجذور المذهبية لحضانة الغرب وأمريكا لإسرائيل ـ حمدان حمدان ص١٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>