للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيح، حيث أن للصهاينة المسيحيين معتقداتهم وأجندتهم الخاصة حينئذ، أجاب: إن هؤلاء يثيرون قرفي وخوفي، ولكن حتى أن أري المسيح يسير فوق جبال القدس، فإني أدعم كل من يريد أن يكون صديقا لإسرائيل (١). والطريف أن هذا التأييد لا يعني الإيمان باليهود أو حتى مبادلتهم مشاعر الحب أو التعاطف معهم، لأن بعض هؤلاء التوراتيين يعتقدون أن المسيح المخلّص سيقضي على كل اليهود أتباع المسيخ الدجّال، الذين سيرفضون الإيمان به، أي أنهم يدعمون إسرائيل باعتبارها وسيلة تحقق النبوءة فقط. ولكن بالرغم من ذلك، فقد تلقف هذه العقيدة كبار القادة اليهود في أمريكا وإسرائيل، وخاصة من اليمين الديني المتطرف الذي يسيطر على مجريات ومقاليد اللعبة السياسية في إسرائيل، واستغلوها جيدًا للحصول على كافة أشكال الدعم والتأييد، وهم لا يعنيهم محبة اليمين المسيحي المتطرف في أمريكا، أو إيمانه بهم بقدر ما يعنيهم ما يُدرّه عليهم الإيمان بهذه النبوءة، من أموال ودعم سياسي واقتصادي غير محدود، ولهذا يحرص زعماء إسرائيل على استضافة قادة اليمين المسيحي المتطرف في إسرائيل باستمرار، كما أنهم لا يفوتون مناسبة للاجتماع بهم للحصول على دعمهم المطلق.

فبفضل هذه النبوءة تتدفق الرحلات السياحية الأمريكية على إسرائيل، وتنظم مظاهرات التأييد وحملات جمع التبرعات، وتسخر الإدارة والسياسة الأمريكية لخدمة المصالح الإسرائيلية، خاصة مع تزايد إيمان الشعب الأمريكي بهذه النبوءة والاعتقاد بها، حتى أن استطلاعاً أجرته مجلة التايم الأمريكية سنة ١٩٩٨م أكد أن ٥١% من الشعب الأمريكي يؤمن بهذه النبوءة، ومن هؤلاء عدد كبير من أعضاء النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة، بعضهم وزراء وأعضاء في الكونجرس وحكّام ولايات، بل وتؤكد (جريس هالسيل) أن) جورج بوش)،) وجيمي كارتر)،) ورونالد ريجان (كانوا من المؤمنين بهذه النبوءة، بل إن الأخير كان يتخذ معظم قراراته السياسية أثناء توليه الرئاسة الأمريكية على أساس النبوءات التوراتية كما سنوضح لاحقاً. (٢)

وفي فكر المنصرين التوراتيين تغيب كل معاني المحبة والتسامح المقترنة بالمسيحية، ويبدو المسيح في أحاديثهم في صورة جنرال بخمسة نجوم يمتطي


(١) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ٢٧/ ١ـ ٣/ ٢/٢٠٠٣م
(٢) يد الله - ص١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>