للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوادًا، ويقود جيوش العالم كلها، مسلحًا برؤوس نووية ليقتل مليارات البشر في معركة الهرمجدّون. وقد باع كتاب عن هر مجيدون ٢٥ مليون نسخة، ولا يتقدم عليه في مبيعات السبعينات إلا الكتاب المقدس، وتم إنتاج فيلم سينمائي عن كتاب هرمجيدون هذا، وقد انتشرت شهرة أمثال هذا الكتب من الجمهور المسيحي إلى الجمهور العلماني، وهذا يعنى إنها تفشت في الثقافة الأمريكية الآن، واهم أفكارها، أن الله يطلب من الأمريكيين تدمير الكرة الأرضية. ويقدر عدد الأصوليين في الولايات المتحدة بخمسين مليون، ومنهم المتشددين أمثال (جيم جونز)، الذي قال حين قاد أتباعه إلى الموت: "إن النهاية ستصل بسرعة، لذلك دعونا نرافقها، دعونا نسبق الحشود" (١). وقد تجاوزت عقيدة هرمجيدون المعتوهين إلى ارفع مستويات السلطة الحكومية مثل وزير الدفاع (كاسبار واينبيرج) ١٩٨٢م، فهي عقيدة قاتلة ومعدية.

ففي نهاية الستينات من القرن العشرين سلم الألوف كل ممتلكاتهم إلى الكنسية لأن النهاية اقتربت، وهناك أكثر من ١٢٠٠ حركة تعتقد بهذا المصير الوشيك، نظمت الكثير منها عمليات انتحار جماعي، وقتل جماعي، ويدعون بعضهم إلى عدم زرع الأشجار أو التخطيط للمستقبل، لأن العالم لن تبقى له حياة بما يكفى، ويلجأ بعضها إلى العنف، وتقتل السلطات منهم الكثير في تبادلات إطلاق النار بين الشرطة وميلشيات الحركات، التي قام أحد أعضائها بتفجير مدينة أوكلاهما ١٩٩٥م. وتتجه حركة منتدى الحملة الصليبية من أجل المسيح نحو جمع مليار دولار، لنشر المسيحية في العالم، ويقوم فيها ١٦ ألف أكاديمي مسيحي ـ يتزايدون بنسبة أكاديمي واحد كل يوم ـ بعمل ثقافي خاص بتكلفة مليارى دولار سنوياً، وتستقطب الحركة ما لا يقل عن ٢٠ مليوناً، كما أن مساهمات المدخرات تزيد على نصف مليار دولار.

<<  <  ج: ص:  >  >>