للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحتى في الآونة الراهنة فإنني على استعداد لأتطوع للقيام بالمهمة القذرة من أجل إسرائيل، وان اقتل من العرب بقدر ما هو ضروري لنا، وان ارحل واطرد واحرق منهم جموعاً غفيره لدرجة تجعل كل إنسان يكرهنا. وان اسحب البساط من تحت أقدام يهود الشتات، بحيث نضطرهم للهرولة إلينا، وهم يبكون .. وحتى لو استدعى الأمر نسف أو تفجير كنيس أو كنيسين من دور عبادتنا هنا أو هناك، فلست أبالي .. ولا يضيرني بعد أن أنجز المهمة أن يقدموني للمحاكمة أمام محكمة (نورمبيرج) وليسجنوني عندها مدى الحياة، بل اشنقوني إن أردتم بصفتي مجرم حرب فالأمر الذي لا تدركونه معشر القوم، هو أن عمل الصهيونية القذر لم ينجز بعد، وما يزال أمامنا شوط بعيد نقطعه لإنجاز المهمة" (١).

ويعلق ديفيد ديوك على ذلك بقوله: "تفوه شارون بهذه التصريحات عام ١٩٨٢م وها هو اليوم يحاول إنجاز مهمة الصهيونية القذرة، لاحظوا الموقف الذي يعبر عنه (شارون) في ذلك اللقاء، فهو يبارك إبادة الجنس البشرى، ويهدد بإيقاد نار الحرب العالمية الثالثة. قلبه أقسى من الحجر، وينضح باحتقار كل من هو خارج دائرة الشعب اليهودي، كما عليكم أن تلاحظوا أيضاً أنه لا يبالى بموت بعض اليهود، في الطريق لتحقيق مآربه ولا يأبه بتصاعد مد الكراهية لليهود في العالم. وهذا هو في الحقيقة ما يريده بالضبط، بحيث يتمكن من حملهم أما على مضاعفة دعمهم لـ إسرائيل دعماً كاملاً أو الهجرة إليها" (٢).

هذه التصريحات التي أدلى بها شارون، تكشف بجلاء عن الأثر التوراتي الواضح على العقلية اليهودية المريضة، والحاقدة على الجنس البشري، وعلى العرب والفلسطينيين بشكل خاص. وهنا نتساءل لماذا صب العهد القديم زحام لعنته على مجتمعات هذه الأرض، من مصر، إلى أشور، مرورا بالفلسطينيين، والكنعانيين، والمؤابيين، والعمونيين، والآراميين، والبابليين وهل لفق لهم تهمة استعباد جماعته ـ بني إسرائيل ـ كما فعل مع المصريين؟. الواقع أن مجتمعات هذه الأرض التي


(١) عام على أحداث ١١ سبتمبر / بقلم ديفيد ديوكـ ترجمة كمال البيطار - جريدة الخليج ٦/ ٩/٢٠٠٢ - عدد ٨٥١٠
(٢) المصدر السابق - جريدة الخليج

<<  <  ج: ص:  >  >>