للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفوذ أي رجل عادى علماني" (١).واكد توكفيل هذا المعنى فقال: «عند الأمريكيين يجب اعتبار الدين بمثابة المؤسسة السياسية الأولى» (٢). ولهذا كانت القوة الدافعة لتحريم الخمر في أمريكيا هي الحملة البروتستانتية التي انخرط فيها الليبراليون والمحافظون البروتستانت.

وقد وصف أحد الكتاب (جمعية مناهضة الحانات) التي تأسست في ١٨٩٥م على أنها في الحقيقة فرع الكنائس الميثودية المعمدانية، حيث أيد بشدة جميع البروتستانت الأمريكيين تحريم الخمر، ولم يكن هناك إلا بعض الاستثناءات (٣).

أما في العصر الحاضر، فإن "هناك دلائل على أن أغلبية الأمريكيين في أواخر القرن العشرين، يغمرهم شعور ديني لافت للنظر، إذ عاد إلى الظهور ـ في أواخر عقد الثمانينات من هذا القرن نوع من المسيحية التقليدية إلى حد ما كقوة يعتد بها في الحياة الأمريكية السياسية والثقافية، حيث تبدو أهمية الدين من خلال كثرة وتكرار استخدام النصوص الدينية من جانب الساسة، مثل استخدام (كلينتون) في خطابه الافتتاحي عام ١٩٩٧م لعبارة من التوراة، تقول: "استرشادا بالرؤية القديمة لأرض الميعاد، فلنوجه أبصارنا اليوم إلي أرض ميعاد جديدة". ويشير (مايكل كوربت) في كتابه "الدين والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية" إلي تغلغل الدين في حياة الأمريكيين في قضايا عامة، وخاصة مثل شن الحرب وتفهمها، أو تبرير أسبابها، وتنظيم الحياة الشخصية، وحول ما يجب فعله أو الامتناع عنه، أو تبرير العبودية، والفصل العنصري أو رفضها. كما يعتبر المؤلف أن الصلاة الجماعية في الكنائس بأمريكا، هي نوع من دعم الدولة للدين، وفي نفس الوقت مساعدة الأفراد علي الإحساس بكل ما هو مقدس، ويرجع المؤلف ظهور التعليم العام، ونشأة العمل التطوعي إلي الدين (٤).


(١) الدين والثقافة الأمريكية - جورج مارسدن - ترجمة صادق عودة ص١١٢
(٢) أمريكا المستبدة الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم «العولمة» - ميشيل بيغنون -ترجمة: الدكتور حامد فرزات ص ٢١٤ - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - ٢٠٠١
(٣) الدين والسياسة في الولايات المتحدة -ج١ـ مايكل كوربت ـ جوليا ميشتل كوربت ص١١٥
(٤) الدين والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية ج١ـ تأليف مايكل كوربت وجوليا كوربت ـ ص٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>