للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التسعينات إلى عدو يحل محل الشيوعية، وقد يكون ذلك الإسلام" (١). فبعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي وانحلال حلف وارسو، جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد الإسلام، فكتبت (كارين آرمسترونغ)، قبل عشر سنوات من إعلان (جورج دبليو بوش) الحرب الصليبية الأخيرة ضد الإسلام، قائلة: "يبدو الآن أن الحرب الباردة ضد الإسلام ستحل محل الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي" (٢). وفي الأول من أيلول ١٩٩٣ كرر الجنرال باول نفس الشئ:: إن الإمبراطورية السوفيتية قد حل مكانها شيء من نوع آخر مختلف - العراق وكوريا وشياطين آخرون ومخاطر ذات طبيعة إقليمية».الأمريكيون مستعدون إذاً لاستنباط مخاوف أخرى لاقناع الأمم وخاصة الأوروبية منها بتقبّل هيمنتهم العسكرية والسياسية للأبد (٣).

أما مدير معهد بروكنغرز في واشنطن (هيلموت سوننفيل) فيقول: "إن ملف شمالي الأطلسي سوف يعيش، وأن الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية مشتركة. وستبقى هذه المجموعة متماسكة معاً من خلال الشعور بخطر خارجي: الموقف من الفوضى أو التطرف الإسلامي". وقال الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون) في كتابه (أمريكيا والفرصة التاريخية): "إنه يوجد في العالم الإسلامي عاملان اثنان مشتركان فقط، هما الدين الإسلامي، والاضطراب السياسي" (٤). ويضيف: "يحذر بعض المراقبين من أن الإسلام سوف يكون قوة جغرافية متعصبة ومتراصة، وأن نمو عدد أتباعه، ونمو قوته المالية سوف يفرضان تحدياً رئيساً. وأن الغرب سوف يضطر لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلامي معاد وعنيف". وقد عكس (نيكسون) في كتابه هذا، صورة بشعة عن العالم الإسلامي عندما قال: "إن معظم الأمريكيين ينظرون نظرة موحدة إلى المسلمين على أنهم غير متحضرين، وسخين، برابرة، غير عقلانيين، لا يسترعون انتباهاً إلا لان الحظ


(١) انقلاب في السياسة الأمريكية، إعادة ترتيب الشرق الأوسط لصالح إسرائيل- عاطف الغمري ـ ص ٨١ - المكتب المصري الحديث- ط١ ٢٠٠٤
(٢) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ـ ٣/ ٢/٢٠٠٣
(٣) أمريكا المستبدة الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم «العولمة» - ميشيل بيغنون -ترجمة: الدكتور حامد فرزات ص ٢١٢ - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - ٢٠٠١
(٤) أمريكيا والفرصة التاريخية - ريتشارد نيكسون - ترجمة د. محمد زكريا اسماعيل ص ١١٨ - دمشق, سورية: دار حسان, ١٩٨٣

<<  <  ج: ص:  >  >>