للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالف بعض قادتهم، وأصبحوا حكاماً على مناطق تحتوي على ثاني الاحتياطي العالمي المعروف من النفط" (١).

وفي ربيع ١٩٩٠م ألقى (هنري كيسنجر) وزير الخارجية خطابا أمام المؤتمر السنوي لغرفة التجارة الدولية، قال فيه: "إن الجبهة التي على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب، وأن حلف الأطلسي باق، رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق والغرب في أوروبا، ذلك أن أكثر الأخطار المهددة للغرب في السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا. وفي نهاية التسعينات فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحيتي الجنوب (المغرب العربي والشرق الأوسط)، وهو ما أكده فيما بعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي Willy Claes)) والذي وصف الأصولية الإسلامية في خطاب رسمي له بأنها أعظم خطر راهن يواجه الحلف. ولهذا ألح، (برنارد لويس) ـ أشهر مستشرقي العصر الحديث (٢) ـ على الحكومة الأمريكية بضرورة التعامل بقسوة مع المسلمين والعرب، وأعرب عن رغبته في أن تسقط الولايات المتحدة سلطتها عليهم. فوفقاً للويس، هناك غرب متقدم إنساني من ناحية، وهناك من ناحية ثانية (إسلام) ـ وهذا الأخير يشمل الدين والقانون والحضارة والجغرافيا والتاريخ. وفي ذهنه، لم يتغير المسلمون والإسلام عبر العصور، فهو يعتبر أن دراسة مخطوطه عربية تعود إلى القرن التاسع الميلادي تفيد منهجياً في تفسير السلوك السياسي للفلسطينيين عام ٢٠٠٢م.

وفي كتابه (الإسلام والغرب) ينظر لويس إلى المسلمين بوصفهم مجموعة متجانسة واحدة، يتمتعون بمميزات وأنماط سلوك مماثلة، ويمكن أن تفسر كل أعمالهم البغيضة بالعودة إلى القرآن وكتب الفقه الكلاسيكية (٣).


(١) أمريكيا والفرصة التاريخية - ريتشارد نيكسون - ترجمة د. محمد زكريا إسماعيل ص ١٨٧
(٢) ولد برنارد لويس في لندن عام ١٩١٦م لأسرة يهودية، وقد أتم دراسة التاريخ الشرقي من جامعة لندن عام ١٩٣٩م، وكان موضوع رسالته عن الطائفة الإسماعيلية وجماعة الحشاشين، وعمل بالتدريس في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. ثم التحق بخدمة المخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية، وبقي يعمل فيها حتى عام ١٩٧٤ ليلتحق بالتدريس في جامعة برنستون بالولايات المتحدة. وهو معروف بصهيونيته وعدائه للإسلام
(٣) الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب - من قسم العالم إلى فسطاطين - اسعد أبو خليل ـ ص٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>