أكثر المنظمات، أو المجتمعات السرية تأثيراً في السياسة والمال في الولايات المتحدة. وقد أصبحت جامعة بيل (أمها المرضع). أما مؤسسها فهو الشاب الباطني (وليام راسل)، الذي تلقى السيامه الماسونية في ألمانيا على ما يبدو. ومنذ عام ١٨٥٦م وحتى يومنا هذا وهذه الجمعية التي أصبحت نوعا من الطائفة النخبوية، تضم عديدا من الشخصيات الأمريكية البارزة بمن فيهم الرؤساء، الذين يجتمعون أسبوعياً في مبنى يطلق عليه اسم (الضريح)(١).
وتمارس هذه المنظمة طقوساً تشبه إلى حد كبير طقوس المنظمات الماسونية في السرية والاجتماعات. وتؤكد الوثائق أن (وليام روسل) و (الفانسو تافت) والد الرئيس (وليام هاورد) أشرفا على تأسيس هذه المنظمة، ومارست نشاطها العلني تحت اسم شركة روسل منذ ١٨٥٦م وكان (بريسكوت بوش) الجد شريكاً فيها، وأن اغلب أعضاء هذه المنظمة كانوا وزراء ومستشارين للأمن القومي، ورؤساء CIA، ورؤساء للولايات المتحدة.
والمعروف عن آل بوش علاقاتها الممتدة منذ عقود طويلة مع شبكات المال والنفوذ، والأنظمة الدكتاتورية في جميع أنحاء العالم، وافتعال الحروب، والغزو لأغراض تجارية وتسويقية، فقد كان (صموئيل بوش) والد جد الرئيس الحالي للولايات المتحدة يمتلك معامل فولاذ، ومديرا لبنك فدرال ريزيرف في كليفلاند، ومستشارا للرئيس الأميركي (هربرت هوفر). وكان (بريسكوت بوش) ابن صموئيل أحد كبار الممولين الذين امتلكوا في العشرينيات من القرن الماضي بنوكا وشركات في أوروبا، حيث ورث جورج بوش الأب هذا المال والنفوذ. فاستلم منصب مدير المخابرات المركزية ( CIA) عام ١٩٧٦م، وكان قد ترشح لانتخابات الكونغرس قبل ذلك مرتين، لكنه لم ينجح وتقدم في الحزب الجمهوري، ليكون نائب الرئيس نيكسون، لكنه اختار جيرالد فورد، ثم اختاره ريغان نائباً للرئيس وانتخب رئيسا للولايات المتحدة عام ١٩٨٨م. وقد أدارت الاستخبارات المركزية في عهده، ثم في المرحلة التي كان نائباً للرئيس، ورئيسا مجموعة غامضة من الاستثمارات، والبنوك،
(١) لهذا كله ستنقرض أمريكا ـ الحكومة العالمية الخفية - تأليف الغ بلاتونوف - ترجمة نائله موسى ص ٣٥