للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جورج الابن في قلق الأب على المستقبل السياسي لنجله، خاصة بعد تلك النزعة الدينية الغالبة التي قلبت حياته رأساً على عقب، حيث أن جورج بوش الابن، كان رافضاً للطريق السياسي في البداية، بحجة أن الرب يريده للعبادة والتدين، ونشر المذهب الديني الصحيح في العالم كله، وأن السياسة ستأخذه من هذا الطريق، ولكن بعد حوارات عدة، اقتنع بأهمية السياسة لنشر الدين (١). فمع بداية العام ١٩٩٩م، راحت تراود (جورج بوش الابن) فكرة ترشحه للرئاسة، فكلم أمه (باربرا) بالأمر أولا، في أحد الأيام قبل أن يقصدا الكنيسة معاً لحضور القداس، وكانت العظة تتناول في ذلك اليوم شكوك موسى حول كفاءاته كزعيم، فكشفت باربرا لابنها بالعبارة التالية: "إن شخصك أشبه بشخص موسى". وعند عودتهما إلى البيت، أخذا بمشورة القس (ببلى غراهام) صديق آل بوش الشخصي، وأشهر مبشر في الولايات المتحدة والمستشار الروحي والمؤتمن على أسرار كثير من الرؤساء الأميركيين" (٢).

يقول (ستيفن مانسفيلد): "إن فكرة ترشيح (جورج دبليو) نفسه للرئاسة جاءته أول مرة خلال حضوره صلاة بإحدى كنائس تكساس، وكان القس (مارك كرايج) يتحدث في تلك الصلاة عن قصة موسى (عليه السلام) ويقول: "إن موسى تردد بعض الشيء في قبول دعوة الله له لقيادة الناس"، في حين أن الناس في أشد الاشتياق، لقيادة تمتلك رؤية وشجاعة أخلاقية. وخلال الصلاة شعر (جورج دبليو) بأن الدعوة كانت موجهة إليه، وذلك قبل أن تلتفت إليه أمه الجالسة بجواره، وتقول له: إن القس "كان يتحدث لك"، وبعد فترة قصيرة اتصل جورج دبليو بالقس (جيمس روبيسون) وقال له: "لقد سمعت الدعوة، أعتقد أن الله يريدني أن أرشح نفسي للرئاسة" (٣). ويقول (هوارد فاينمان) تحت عنوان (بوش والرب): "إن الرئيس بوش جمع عدداً من القساوسة قبل أن يرشح نفسه للرئاسة كي ينال بركاتهم، وأخبرهم بأنه تمت دعوته لينال منصباً أرفع في بلاده"! ولم يكن بوش أول رئيس أمريكي يفعل هذا، فقد سبقه ريجان الذي كان يصدق ما تقوله له قارئة الفنجان، والذي تحول بفضل الحظ الذي يؤمن به من نجم مطفأ في سماء هليوود إلى نجم ساطع


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص١٢٨
(٢) عالم بوش السري ـ اريك لوران ـ ترجمة سوزان قازان ص١٧
(٣) عقيدة جورج دبليو بوش ـ ستيفن مانسفيلد عرض/ علاء بيومي- الجزيرة نت - ٣/ ٥/٢٠٠٤م

<<  <  ج: ص:  >  >>