للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البيت الأبيض. وقد لعب الواعظ الأمريكي بيلي جراهام دوراً في تنوير السانت بوش، بحيث اعترف بأنه ولد مرة أخرى، وحرر روحه من الداء القديم (١).

وبيل غراهام ـ لمن لا يعرفه ـ هو أبرز وجوه اليمين المسيحي الصهيوني في الولايات المتحدة اليوم وهو واعظ ذو شخصية كاريزمية يذهب إلى بوش وعائلته وأصدقائه بصورة دوريه ليس فقط للصلاة، بل للحديث عن قيادة العالم، وفي البداية كان (جورج بوش) يتابع ذلك بلا أدنى اهتمام. وتدريجياً بدأ اهتمامه في الازدياد إلى الحد الذي قال فيه يوما ما: "هناك حبة نبتت في قلبي، وبدأت أشعر أنني أتغير"، وكان ترك الخمر هو أول قرار يأخذه بعد التحول، ومنذ ذلك الوقت أصبح بوش واحدا من الستين مليون أمريكي، الذين يؤمنون (بالولادة الثانية للمسيح) وهذا ما دعاه للقول بأن المسيح هو أهم الفلاسفة السياسيين في جميع الأزمنة، لأنه ساعدني على التوقف عن شرب الخمر.

وباعتباره مرشح يمثل المحافظون الجدد أو اليمين المسيحي المتطرف، فقد ركز بوش خلال حملته الانتخابية على إبراز تدينه حيث كان يقول: "أنه يبدأ حياته كل يوم بقراءة في الإنجيل، أو على الأصح في (الكتاب المقدس)، الذي يشمل الإنجيل والتوراة العبرانية. ووضح الأمر أكثر (تونى ايفانز) الواعظ من تكساس، وأحد مستشاريه الروحيين، فيقول: "تعاليم الإنجيل كانت سبباً رئيساً لاتخاذ بوش قراره بالتقدم لانتخابات الرئاسة، إنه شعر أن الله يكلمه، وأن واجباته قد تحددت بتكليف من الله بقوله: إنني اقتنعت بأن ثقافتنا بكاملها يجب أن تتغير بصورة جذريه، وإلى الأبد، فنحن نحتاج إلى تجديد روحي في أمريكا. وبذا تحول بوش من إنسان غبي غائب عن الوعي بفعل الإدمان على الكحول إلى رئيس أمريكي ثم إلى قائد عسكري يسعى لشن الحروب، حيث كانت (الولادة الثانية) لبوش يوم ١١ سبتمبر، فقد كان حتى هذا اليوم مجرد حاكم بلا هدف، ولكن الهجوم على نيويورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل، وبعدها بدأ في الحديث بمصطلحات دينيه مثل (معركة


(١) أفق آخر خيري منصور - سانت بوش ـ الخليج - ١٠ـ٣ـ٢٠٠٣م ـ عدد ٨٦٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>