طفل بريء أو يفجر ضيوف ليلة النظام في عيد الفصح اليهودي [يقصد الاعتداء الشنيع على فندق "بارك" بنتانيا في ربيع ٢٠٠٢ أو يوجه طائرات إلى عمارات تجارية مليئة بمستخدمين لا يرتابون بشيء [يقصد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر أيلول ٢٠٠١. في حقيقة الأمر لا يخدم الأشخاص الذين ينفذون هذه العمليات الهمجية أي هدف سوى رغبتهم في السلطة. إنهم لا يغلّبون أي أخلاق إلهية على مصالحهم الأنانية، كما أنهم يوجهون الكراهية والبغضاء بالذات إلى أشد المدافعين غيرةً عن الحرية وبضمنهم الأميركيون والإسرائيليون.
ولهذا السبب كان الميثاق التأسيسي لحماس قد دعا إلى القضاء على إسرائيل، ولذلك يردد أتباع حزب الله شعار "الموت لإسرائيل والموت لأميركا"، ومن هذا المنطلق تنص دروس أسامة بن لادن على أن "قتل اليهود والأميركيين هو من أكبر الفرائض"، فيما يحلم الرئيس الإيراني في إعادة الشرق الأوسط إلى القرون الوسطى ويدعو إلى محو إسرائيل عن الخارطة. ثمة أناس أخيار ومهذَّبون لا يسعهم استبطان ظلامية هؤلاء الأشرار مما يحملهم إلى تأويل كلامهم. هذا أمر طبيعي لكنه خاطئ تماماً. إننا - وبصفتنا شهوداً لشر الماضي - نتحمل مسؤولية جليلة لأخذ كلامهم مأخذ الجد. إن اليهود والأميركيين قد شاهدوا تبعات غض الطرف عن كلمات أدلى بها زعماء تأييداً للكراهية، ولا يجوز للعالم أن يكرر هذا الخطأ خلال القرن الحادي والعشرين.
هنالك من يعتقد بوجوب التفاوض مع الإرهابيين والمتشددين وكأن مقارعتهم ببعض الحجج البارعة قد تقنعهم بأنهم كانوا في ضلال مُبين. كنا قد استمعنا إلى هذه الأوهام السخيفة. عندما اجتازت الدبابات النازية حدود بولندا عام ١٩٣٩ صرح أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي آنذاك بما يلي:"يا ربي، لو كان بمقدوري الحديث مع هتلر لربما كنا نتفادى كل هذا المشهد". يجب علينا أن نسمي هذا التوجه بمسمياته الحقيقية أي راحة النفس الخادعة الناتجة عن استرضاء خاطر (الأشرار) والتي كان التأريخ قد أظهر بطلانها مراراً وتكراراً.
ثمة آخرون يعرضون على الولايات المتحدة قطع علاقاتها مع إسرائيل وكأن هذه الخطوة وحدها كفيلة بحل جميع المشاكل في الشرق الأوسط. إن هذه حجة