خلال بحث نشره أو ملاحظة عابرة أدلى بها. وفي كل تلك الإسهامات تطل من بين الكلمات تلك النبرة المتعالمة، التي تقول للقارئ، ألم أقل لكم ذلك؟ " (١).
وفي معالجتنا في هذا الكتاب لأحداث ١١ سبتمبر، سنحاول الخروج عن تلك الظاهرة، لان تلك الاحداث ليست موضوعنا الرئيس في الاساس، بل جاءت في اطار رؤية شامله نحاول من خلالها القاء الضوء على الابعاد الدينية والتوراتية للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية والعالم، يضاف إلى ذلك اننا سنحاول اثباث فرضية طرحناها منذ الاسبوع الأول للاحداث، استنتجناها من خلال فهمنا للتوجهات الأمريكية تجاه المنطقة العربية والعالم الإسلامي في ظل النظام الدولي الجديد، حتى يمكن الاستفادة منها في المستقبل، ليس فقط لادانة أمريكا، بل لادانة انفسنا بالدرجة الأولى، لاننا سمحنا لانفسنا بالجري وراء سراب وبطولات مزعومه، وغيبنا وعينا وعقولنا، وحتى تغافلنا عن مبادئ ديننا السمح الذي لايقبل مثل هذه العمليات، والتي ارتدت علينا كمسلين وعرب باسوأ النتائج.
ولهذا فاننا سنحاول هنا تقديم تحليل منطقي للأحداث وتداعياتها، بالرغم من التضليل الإعلامي الهائل الذي مارسته وسائل الأعلام الأمريكية، لإقناع الرأي العام العالمي بمسئولية ابن لادن وتنظيم القاعدة على وجه الخصوص، والمسلمين عامه عن أحداث ١١ سبتمبر. فبالرغم من أن كثيراً من الدراسات والتحقيقات شككت في صدق هذه الاتهامات الأمريكية، لأسباب عديدة ـ سنوضحها في هذا الفصل ـ إلا انه للأسف، ظلت مثل هذه الأصوات خافته وغير مسموعة أو تم إسكاتها، هذا بالرغم من مشروعية طرحها ومنطقيته. فآلة الدعاية الأمريكية الضالة والمضللة استطاعت بأكاذيبها تضليل العالم، من خلال ما يشبه عملية غسيل دماغ كونية، مارستها الإدارة الأمريكية بآلتها الإعلامية الضخمة، مستعينة بخبراء ومتخصصين من كل الجنسيات لتمرير ما تريده هذه الإدارة، التي مارست أعتى أنواع الإرهاب على العالم، بحيث أصبحت حرية الرأي مقيدة قبل أن تبدأ.
(١) الإرهاب والليبرالية- بول بيرمان ـ الناشر: نورتون، نيويورك ولندن- ط١ ٢٠٠٣ - عرض/ كامبردج بوك ريفيوز