اتجهت التحقيقات إلى مثل هذه الوجهة الخاطئة، ظهر العديد من محاولات التزييف، وتبين أن غاية التحقيقات لم تكن من أجل الوصول إلى الحقائق، وتعيين مرتكبي العملية، بل إلصاق التهمة بالعرب وبالمسلمين.
نذكر هنا أمثلة من هذه المحاولات:
١ ـ عندما أعلنت الخطوط الجوية الأمريكية أول لائحة بأسماء الركاب، لم يكن فيها اسم أي عربي. ثم تم تغيير اللائحة فجأة ودون ذكر مبرر للتغيير، وقدمت لائحة تحتوي على أسماء ١٩ راكبًا عربياً، اتجهت إليهم أصابع الاتهام. فكيف يمكن تغيير لائحة الأسماء ببساطة؟ ومن يقف وراء تغيير مسار التحقيق؟ وهنا نتساءل، من يعرف مصير أصحاب الأسماء العربية التي نشرت وقيل إنهم مختطفو الطائرات؟ من أخفاهم أو من تخلص منهم وبأية طريقة؟ ما دام لا يوجد أي اسم منهم في قائمة أسماء الركاب لأي من الطائرات الأربع، فأين هم وكيف اختفوا؟ إلا يستحق هذا السؤال أن يثار من قبل من يتصدون لكشف الحقيقة؟ المحقق الخاص (جوفيالز) نشر لوائح كاملة بأسماء الركاب، وأطقم الطائرات الأربع، وهو يقول: إنه لا يوجد بينها اسم واحد لعربي واحد، ويتحدى السلطات الرسمية أن تنشر كشوفات غير تلك التي ينشرها شرط أن تبين مصدر تلك اللوائح؟ وشرط أن تخضع لتحقيق خبراء محايدين للتأكد من أن أصابع الاستخبارات، والمافيات المتآمرة لم تعبث بها (١).
٢ ـ بعد نشر اللائحة الجديدة تبين أنها مزيفة تمامًا، إذ وردت فيها أسماء أشخاص توفُّوا قبل سنتين، كما وردت فيها أسماء أشخاص أحياء ويعملون حاليًا في بلدان أخرى. ومع وجود محاولات التزييف هذه، لم تشعر وسائل الإعلام الغربية - إلا في النادر - بالحاجة للتنديد بالأخطاء الكبيرة في سير التحقيق، ولا إلقاء أي شبهة على نية المحققين ولا كفاءتهم، وبقيت التهمة لاصقة بالعرب وبالمسلمين.
٣ ـ ظهر أن المختطفين استخدموا هويات عربية مسروقة أو مفقودة قبل ١١ عامًا. ولم يكن أسامة بن لادن قد شكَّل منظمة القاعدة بعد، فكيف حصلت منظمة القاعدة إذن على الجوازات ثم استخدمتها؟ وكيف يمكن لمستخدمي الهويات والجوازات المسروقة التي انتهت مدة صلاحيتها استخدامها عند شراء بطاقات السفر؟