والتمويل والتجارة الدولية في مركز التجارة العالمي أمراً أسطورياً، فحتى مالك مركز التجارة العالمي بالشراكة كان هو نفسه مواطناً إسرائيلياً، لذا فإنه على عكس ما أوحت به الجيروزالم بوست حول عدد القتلى الإسرائيليين في مركز التجارة العالمية، فإن العدد الحقيقي للقتلى الإسرائيليين لم يتجاوز الواحد فقط. هذا هو الصحيح .. قتيل واحد فحسب، وهو رقم غير معقول بكل المقاييس، إلا أن يكون بعض الإسرائيليين قد تم تحذيرهم من الهجوم الوشيك.
هذه الأسئلة وغيرها، أجاب عليها (تيرى ميسان) في كتابه التضليل الرهيب حيث قال: إن مؤسسة إسرائيلية هي وحدها التي استقبلت وقبل نصف ساعة من بدء العمليات رسالة إنذار من مؤسسة أخرى غير معروفة، تحذر من وقوع الهجوم في اليوم ذاته، ثم قامت المؤسسة الإسرائيلية المتخصصة في مجال الاتصالات الإلكترونية بإرسال هذا الإنذار إلى جهات صديقة عديدة متواجدة في برجي مركز التجارة، لكن الكثير من هذه الجهات لم يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ولما وقعت الواقعة الرهيبة لم تدل هذه المؤسسة بأية تفاصيل أخرى عن مضمون الإنذار الذي أتاها، إلا لعدد قليل جداً (لا يتجاوز ٤ـ٥ جهات) فقط، وكانت صحيفة (هاآرتس الإسرائيلية) إحدى هذه الجهات حيث نشرته بصيغه ما في أحد أعدادها ولكنها لم تقم بمتابعة الموضوع بعد ذلك، بل سكتت عنه، والسؤال المنطقي هنا: من أي مصدر عرفت (هاآرتس) بهذا الإنذار، ولماذا هي دون غيرها من صحف العالم؟! علماً بأن الوحيدين الذين اخذوا هذا الإنذار على محمل الجد هم اليهود، الذين كانوا متواجدين في مركز التجارة لثقتهم بمصدره الإسرائيلي فهرعوا هاربين. ومع أن هذه المؤسسة لا تخضع للقانون الأمريكي كما تقول معلومات (ميسان)، إلا إنها سرعان ما توقفت عن الإدلاء بأي حديث حول هذا الموضوع، كما امتنعت عن الرد على أي استفسار باستثناء جهاز الـ (اف بى آي)! (١).
ويؤكد فينس كانيستروانو من (وكالة المخابرات المركزية CIA) حقيقة علم الإسرائيليين المسبق بالحادث، فيقول: أعتقد أنه كان لدى الإسرائيليين من المعرفة ما يكفي لأن يكونوا على بعد دقيقتين من اصطدام الطائرة بالبرج، كان