والقضائي. وعندما منح البيت الابيض نفسه سلطات جديدة هامة في حقل القمع الداخلي إنما أضفى على البونوبارتية الأمريكية علامة فارقة: التضييق على الحريات العامة (١).
٧ - جر الولايات المتحدة إلى الحرب أمر في مصلحة شركات السلاح، التي هبطت مبيعاتها بنسبة كبيرة. وكما لا يخفى على أحد، فلهذه الشركات تأثير قوي في الحياة الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة. حيث أشارت بعض التقارير بإصبع الاتهام إلي شركات السلاح العملاقة التي كانت وراء الانقلابين: انقلاب كينيدي، وانقلاب بن لادن، وكان هدف تلك الشركات في الانقلابين أن تستمر الحرب، وتستعر ليستمر تدفق الأموال ودوران مصانع الأسلحة وفرض النفوذ العسكري والسياسي الأمريكي. لهذا كان لابد من حرب جديدة، فقد انتهت الحرب الباردة، وحربا الخليج و حرب (كوسوفا) بعد حرب البوسنة والهرسك، فالحروب يجب أن تستمر ومصانع الأسلحة يجب ألا تتوقف طالما أن كل ذلك يتم علي حساب الآخرين، سواء كانوا الأوربيين أو اليابان، أو حتى الدول العربية النفطية!! كما أن اختيار أفغانستان بالذات له علاقة بمطامع الشركات النفطية الأمريكية التي تسعى إلى السيطرة على نفط بحر قزوين من خلال الامتداد والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى الغنية بمصادر الطاقة.
٨ - الهجمات زادت من قوة الولايات المتحدة في معظم المجالات القانونية والعسكرية والإستراتيجية، حيث إن الولايات المتحدة اليوم من الناحية العسكرية أكثر قوة مما كانت عليه قبل الهجمات, وقامت بتوسيع قواعدها العسكرية في العالم لمواجهة تهديدات جديدة. ويحكمها رئيس راغب باستخدام القوة العسكرية الأميركية، من أجل تغيير العلاقات الدولية بطريقة يعتقد أنها ضرورية. فالأحداث عززت من سلطة الرئيس بطريقة لم تكن لتحدث لولا تلك الهجمات. كما أصبحت السياسة الخارجية الأميركية الآن أكثر نشاطاً وأكثر تدخلاً في شؤون الآخرين، مما كانت عليه خلال السنوات العشرين الماضية أو أكثر. مما أدى إلي نتائج
(١) خطورة أمريكا - ملفات حربها المفتوحة في العراق- نويل مامير، باتريك فاربيار - ترجمة ميشال كرم ص٢٨