لدرجة أن رئيس الجلسة أمر بإخراج من حاول من الناجين شرح الحقيقة:
١. لقد كنت صامتاً لأكثر من ٣٠ عاماً على موضوع السفينة ليبرتي، فقد كنت رجلاً عسكرياً أتلقى الأوامر من وزير الدفاع، والرئيس الأمريكي، ولكن المحاولات الأخيرة لإعادة كتابة التاريخ ترغمني على كتابة الحقيقة. لقد كنت في يونيو ١٩٦٧ م كابتن بالقضاء العسكري التابع للبحرية الأمريكية، عندما تم تعييني ككبير المستشارين القانونيين للجنة التحقيق في البحرية الأمريكية، حول موضوع حادث اغراق ليبرتي. وقتها أعطانا الأدميرال (إسحاق كيد) رئيس لجنة التحقيق مهلة أسبوع واحد فقط لجمع المعلومات، رغم أننا رأينا أن الموضوع يحتاج لستة أشهر.
٢. ورغم الوقت القليل المتاح لنا فقد جمعنا كمية كبيرة جداً من المعلومات والأدلة، بما فيها ساعات من شهادات الناجين المأساوية، حيث كانت الأدلة واضحة، وقد آمنت بثقة أنا والأدميرال (كيد) بأن هذا الهجوم الذي أسفر عن مصرع ٣٤ جندياً أمريكياً، وجرح ١٧٢ كان بفعل جهد مدبر ومتعمد لإغراق سفينة أمريكية، لقتل كل أفراد طاقمها. وقد استمرت مناقشتنا، وأتذكر أن الأدميرال (كيد) كرر مرات عدة تأكيده أن القوات الإسرائيلية مسئولة عن الهجوم، وكرر وصفهم بأنهم قتلة وأولاد سفاح.
٣. كان رأينا المشترك والمبني على الأدلة والشهادات التي سمعناها ورأيناها، أن الهجوم كان مخططاً ومتعمداً ولا يمكن أن يكون حادثة، وأنا على ثقة من أن الطيارين الإسرائيليين الذين قاموا بالهجوم وكذلك رؤساءهم الذين أمروا بالهجوم كانوا يعلمون أن السفينة أمريكية. لقد رأيت العلم الذي دل بوضوح على هوية السفينة مخترقاً بالرصاص الإسرائيلي.
٤. إسرائيل لم تهاجم فقط السفينة ليبرتي بالنابالم والرصاص والصواريخ، بل قامت قوارب التوربيدو الإسرائيلية بفتح مدافع رشاشاتها الثقيلة على ثلاثة قوارب نجاة، كانت تحمل جرحى أمريكيين أنزلهم طاقم ليبرتي إلى الماء في محاولة لإنقاذهم، وهذه جريمة حرب.
٥.الأدميرال (كيد) وأنا كلانا شعرنا بأنه من الضروري وقتها السفر إلى إسرائيل لاستجواب الإسرائيليين، الذين شاركوا في الهجوم، وطلب الادميرال (كيد) من الادميرال (جون ماكين) القيام بترتيبات هذه الزيارة، لكنه أبلغني لاحقاً بأن