للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوحيدة أنهم مسلمون، ليكونوا جاهزين ككبش فداء لما كان متوقعاً أن تقوم به الجماعات الأصولية الأمريكية المتطرفة. وبهذا ضربت الإدارة الأمريكية عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية تصدر مشاكلها إلى الخارج، حتى لا تضطر إلى مواجهة الجماعات الأصولية الأمريكية المتطرفة، مما سيؤدى إلى حالة اضطراب وفوضى داخل أمريكيا، ومن ناحية أخرى يتيح لها اتهام العرب والمسلمين تحقيق مخططها الصليبي في المنطقة.

"فالفاعل في احداث ١١ سبتمبر -كما يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل- كانت تحركه دوافع نفسية مختلفة بالكامل عن التصور العربي للحركة المطلوبة إزاء الولايات المتحدة. بمعنى أن مطلب العرب من أمريكا أن تضغط على إسرائيل، وهذا الضغط في حد ذاته ـ لابد أن يكون بعيار ومقدار، بان مرات متعددة في عمليات سابقة سببت أضراراً جسيمة، ومع ذلك تركت قنوات مفتوحة! لكن الفاعل صباح الثلاثاء ١١ سبتمبر لم يظهر راغباً في التأثير أو مباشرة الضغط بمختلف درجاته، بل لم يكن في شكل فعله انه يبعث بإشارة ـ حتى لو كانت دموية ـ إلى المستقبل، ولم يترك ثغرة لفرصة. وإنما كان الفاعل كما تقول كافة الإشارات غاضباً، وكان مصراً على الانتقام، وفي الغالب من شيء وقع (١). ولهذا فقد رجّح الدكتور (عصام العريان) أحد قيادات الإخوان المسلمين بمصر، أن يكون منفذ سلسلة الهجمات التي طالت مؤسسات صنع القرار الأمريكي في نيويورك جماعات من داخل الولايات المتحدة لا من خارجها. وقال العريان: إن هناك غضباً من المواطنين الأمريكيين تجاه عدم العدالة التي يعانون منها، وهو ما اعترف به من قبل "ماكفاي" مفجّر أوكلاهوما عام ١٩٩٣م، حيث ذكر أنه نفّذ الحادث (لأن أمريكا دولة ظالمة) من وجهة نظره، و (لا تقيم العدل بين مواطنيها). وأشار القيادي الإسلامي إلى أن السياسة غير الرشيدة لإدارة بوش ومن سبقه قد تكون دفعت إحدى التنظيمات السرية إلى القيام بمثل هذه العمليات التي لم يسبق لها مثيل في العالم (٢). يضاف إلى كثير من العمليات


(١) من نيويورك إلى كابول- محمد حسنين هيكل ص١٣٥
(٢) "إسلام أون لاين. نت" الثلاثاء ١١ـ ٩ـ٢٠٠١م

<<  <  ج: ص:  >  >>