للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميليشيات يخشون أن تقوم الأمم المتحدة باجتياح الولايات المتحدة وإقامة نظام عالمي جديد (١).

هذا تقرير لمكتب التحقيق الفدرالي أعد منذ سنوات، ربما يفيد في تحديد المسئول عن التفجيرات، ولكن يبدو أن الإدارات الأمريكية السابقة والحالية، لا تروق لها هذه الأدلة، ولهذا لم تفتش عن السبب الحقيقي، بل لجأت إلى عدو وهمي وجاهز لإلصاق التهمه به، وهو العرب والمسلمين، من أجل إشعال هرجيدون وتحقيق النبوءات التوراتية.

وفي نفس الاطار يورد (بول فندلي) في كتابه (لا سكوت بعد اليوم) حادث مشابهه حيث يقول: "في الأيام الأخيرة من سنة ١٩٩٩م، استعد العديد من الأمريكيين لمواجهة مزيد من العنف. كانت مجزرة اوكلاهوما سيتى حية في ذاكرتهم، حين جاءت بلاغات إدارة كلينتون التحذيرية، حول هجوم محتمل، قد يشنه إرهابي مسلم في يوم رأس السنة الجديدة، أو لاحقاً. وتعمقت المخاوف حين حاول جزائري مسلم، يسعى للدخول إلى الولايات المتحدة، تهريب ما وصف بأنه تجهيزات لصنع متفجرات، عبر نقطة جمارك، بالقرب من (سياتل) على الحدود مع كندا. واحتل نبأ اعتقاله صدارة عناوين الأخبار، لعدة أيام، في كافة وسائل الإعلام الأمريكية المرئية والمقروءة. وازداد قلق الأمريكيين، أكثر فأكثر، عندما اعتقل مسلمان آخران في مدينة نيويورك سيتى، وجرى استجوابهما بحثاً عن أي علاقة محتملة تربطهما بالمعتقل في سياتل أو بان لادن. وعلى الرغم من عدم مقاضاة هذين الشخصين، إلا أن الأنباء عن اعتقالهما التي أرفقت بصور ابن لادن الخطير، عززت خوف الأمة جمعاء من إرهاب يفد عليها من الخارج" (٢).

من خلال مقارنه هذا الكلام بالتقرير الذي نشرته F.P.I، وقامت بتوزيعه على مراكز الشرطة والصحف، فإننا نلاحظ أن تقرير F.P.I لم يحظَ بالتغطية الإعلامية المناسبة، بل حصل العكس، حيث تم إسقاط التهمه على عدو جاهز خارج أمريكا يتمثل بالمسلمين، وتم تلفيق تهمه مزيفه لأشخاص عاديين، جريمتهم


(١) سنعرض لافكار مثل هذه الجماعات عند حدثنا عن الارهاب الأمريكي الداخلي
(٢) لا سكوت بعد اليوم - بول فندلى - ص١٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>