وفي الإطار نفسه، وفي يناير سنة ١٩٩٩م اعتقلت الشرطة الإسرائيلية وأبعدت إلى الولايات المتحدة ثمانية أعضاء في طائفة أميركية (المسيحيون القلقون)، اتهمتها بالسعي إلى الانتحار بشكل جماعي بمناسبة حلول الألفية الثالثة. وأفادت الصحافة الأميركية أن زعيم هذه الطائفة (مونتي كيم ميلر) تنبأ بأنه سيقتل في شوارع القدس في ديسمبر ١٩٩٩م، وأن هذا الحدث سيطبع نهاية الألفية الثانية. ويعتقد المسيحيون من أصحاب هذه النظرية أن تدمير مسجدي القدس (الأقصى وقبة الصخرة)، وإعادة بناء المعبد اليهودي مكانها يشكل مقدمة لعودة المسيح وللدينونة الأخيرة.
ويضيف التقرير: إن عدداً من المنظمات الدينية التي تنتظر يوم الدينونة في سنة ٢٠٠٠م، خزنت أسلحة في مخابئ سرية بغية تنفيذ اعتداءات تستهدف قواعد للجيش الأميركي، ومكاتب الأمم المتحدة والمؤسسات اليهودية، والسكان السود في الولايات المتحدة، والأقليات العرقية فيها، ولذلك طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي ( F. P.I) من أجهزة الشرطة المحلية مراقبة الميليشيات المتطرفة، والطوائف التي يمكن أن تستغل حلول عام ألفين للقيام بأعمال إرهابية أو عمليات انتحار جماعي. وفي تقرير من أربعين صفحة وُزِّع عبر العالم، أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي أنواع التهديدات، وفصّل المراجع التوراتية التي تستعملها هذه المجموعات.
وجاء في هذا التقرير أيضاً: أن هذه الحركات قد تستغل اقتراب عام ألفين من أجل التعجيل بـ (نهاية العالم)، وهي تعتقد أنها باتت قريبة. ويطلب التقرير من أجهزة الشرطة المحلية أن تكون بالمرصاد، وأن تبلغ عن أي تغيير في تصرفات هذه المجموعات، مثل استعدادات مشبوهة أو تخزين متفجرات ... وما إلى ذلك. ويخشى ( F.P.I) أيضا من حصول أعمال فردية يقوم بها أعضاء في هذه المجموعات. وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان له، "أن (مشروع مجدو) يقدم (رؤية شاملة لأيديولوجيات متطرفة مختلفة، وخصوصاً تلك التي تدعم أو تدعو إلى القيام بأعمال عنف في عام ٢٠٠٠م". ومن بين هذه المجموعات المستهدفة، يعدد البيان خصوصاً (مناصرين أشداء لتفوق العنصر الأبيض)، الذين يسعون إلى شن حرب عنصرية، ويؤمنون ببدع تنتظر معركة كبرى نهائية عنيفة، وكذلك أعضاء متطرفون في