ذلك ظهور المسيح الدجال، ونزول المسيح إلى الأرض، وقيام معركة دموية بين الخير والشر، لتنتهي بانتصار الخير، وبعد زمن قليل ... ينتهي العالم!!!!
هذا الخطاب الأصولي، وفي سبيل تحقيق الرؤيا، يسعى إلى رفع (الظلم) عن المؤمنين من خلال نبوءات دينية بحتة، والمشكلة ـ الكارثة تكمن في التفسير العقائدي لهذا الحدث، والذي يزداد شرعية من خلال إعلام الكاسيتات، والتواتر التقني عبر الإنترنت، ليعزف على وتر العقيدة، مما يدخل (الاجتهاد الفردي)، بتفسير النص إلى خانة المقدس غير القابل للتأويل، ويسهل عملية تجييش البسطاء من (المؤمنين) في حرب تدميرية شاملة، طمعاً بجنة سماوية أو أرضية، وهذا في النهاية ـ حسب الخطاب الأصولي ـ أمر إلهي قادم من (الله) مباشرة، وعليه ... فلا يجوز النقاش فيه.
في الجهة الأخرى، هناك إدارة أميركية (جمهورية جديدة)، حوالي ٩٠% من قاعدتها في معظم الولايات خاضعون للكنيسة البروتستانتية المجددة (التدبيريون)، وهم يؤمنون أيضا بضرورة محاربة الشيطان و (محاور الشر) في العالم، وتؤمن بالعنف و (إلغاء الآخر) الشرير بالمطلق، بهدف الوصول ـ حسب رؤيتهم ـ إلى عالم يوتوبي مثالي (مملكة الرب)، حيث يقيم (المؤمنون) دولتهم، وفي نفس السياق الميثولوجي الغريب، فلا بد من السعي إلى (إنهاء العالم)، وتجميع اليهود في فلسطين للوصول إلى المعركة الحتمية الفاصلة وميدانها سهل (مجيدون) في الأرض المقدسة، وهي أرض الميعاد لهذه المعركة التي وعد بها الرب، ولا خوف على (المؤمنين) من السلاح النووي، لأن المسيح سيبعث من جديد، ويحمي أتباعه.
فأصولية هؤلاء هي صورة مشابهة تماما لأصولية (ابن لادن) وهم يرون أن هجمات ١١ سبتمبر هي بداية حرب دينيه ضد الكفر والكفار، وهذا ما تم تمهيد الأرض له من قبل الكنائس الراديكالية التي تروج لمقولة:"الأشرار يجب أن يعاقبوا والأخيار يجب أن يكافئوا. لقد جاء وقت العنف". ومثل هذه الأفكار هي التي أدت إلى الوصول إلى منطق:"من ليس معنا أي ضد الكفار- فهو ضدنا"، حيث كانت النتيجة الطبيعة هي حدوث خلط متطرف ولاعقلاني بين المقاتلين الإسلاميين المتطرفين، وبين الإسلام كدين وهذه ما جعل القس (فرانكلين جراهام) يذهب للاتفاق مع الرئيس بوش بصورة متطرفة واضحة حتى انه يصف الإسلام بكامله في خطبه "بأنه