للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أقصى أنواع الشر) وبأنه دين ذميم، فلسنا نحن من هاجمنا الإسلام بل هو الذي هاجمنا". بينما يقول زميله (جيري فينز) القس الأكبر لكنيسة بابست في فلوريدا في خطبه: "أن المسيحية تأسست على يد سيدنا المسيح عيسى الذي ولد كابن لله من امرأة عذراء، إنما الإسلام تأسس على يد محمد الذي تلبسه الجن وتزوج من ١٢ امرأة، أخرهن كانت في التاسعة من عمرها". مضيفاً بقوله: "أقول لكم: أن الله ليس هو يهوه، فان يهوه لم يرسل أي نبي إرهابي". ( ... (١)

أما القس (اندرو ستيوارت) فإنه يقوم بالدعوة في الكنائس بقوله: "اللهم دمر أعداءنا ودمرهم إلى الأبد وافرد شراعك على رئيسنا وصديقنا رجل تكساس جورج بوش". والمعروف أن هذا القس ينتمي إلى أحد اكبر الطوائف البروتستانتية هي (كنائس بابست) اليمينية المتطرفة، التي تقوم على أسس شديدة التزمت والكراهية والعنف. وفي كنيسة (توماس رود) في ولاية (فيرجينيا) يجتمع أسبوعيا ألف متدين ليس لسماع دروس دينية، بل للانفعال والدعاء لتطهير أمريكا من الكفار ويقوم فيها الواعظ المعروف تليفزيونيا (جيري فالويل) الذي يحظى بمتابعة الملايين لينادي بصراع الحضارات ووجوب الدفاع عن (القيم المسيحية) بأي وسيلة، ومهما كانت الظروف، لتسود العالم. بل انه يرى أن أحداث ١١ سبتمبر كانت عقاباً إلهياً للعاصين من شعبه، وان الحل هو عودة المسيحيين لتحقيق كلمة الله بالقضاء على الأشرار. ويستخدم في ذلك الإنترنت الذي أصبح وسيلة سريعة لنشر التطرف بين هذه المنظمات، حيث يمكن القول أن الثقافة الأصولية الأمريكية في العشرين عاماً الماضية شكلها المقاتلون والمتعصبون الذين يزدادون نفوذاً (٢). والمفارقة هنا أن هذا الخطاب المسيحي اليميني المتطرف كذلك، صادر من (الرب) مباشرة، وإستراتيجيته قائمة على .. "من هو ليس معنا، فهو معهم! " حسب تعبير سيد البيت الأبيض الواشنطوني جورج والكر بوش.


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص٤٥أو صحيفة دير شبيجل الألمانية بتاريخ ١٧/ ٢/٢٠٠٣م - وجريدة الأسبوع العربي ٢٤/ ٢/٢٠٠٣ م
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص٤٥أو صحيفة دير شبيجل الألمانية بتاريخ ١٧/ ٢/٢٠٠٣ - وجريدة الأسبوع العربي ٢٤/ ٢/٢٠٠٣م

<<  <  ج: ص:  >  >>