الامبريالية، ولا هكذا يمكن التصدي (للنظام العالمي الجديد) ولهجمته الهمجية ضد شعوب الأرض، وبلدان العالم. فمثل هذه الأعمال تخدم عتاة هذا النظام، إلى درجة تسمح باتهام هذه القوى الأكثر رجعية في التاريخ، بأنها، هي، وليس سواها، وراء مثل هذه الجرائم البشعة، أكان ذلك مباشرة، أم بصورة غير مباشرة.
ونوعية العنف بالذات تشير إلى انه عنف (أميركي) واخلاقيات أميركية، وأسلوب أميركي، أكان ذلك بفعل اختراق خطير في أعلى درجات القرار في الأجهزة الأميركية، أم بفعل عصابات وميليشيات الإجرام الداخلي، أم وحتى من قبل قوى نقيضة انتقلت اليها عدوى النظام، وعقلية النظام، وأساليبه الاجرامية. أوَلَمْ تصدر في أميركا عشرات الأفلام الشبيهة بما جرى؟ بل مئات لعب الأطفال على الكومبيوتر (والبلاي ستايشن) فيها أعنف مما جرى على الأرض!.
فعندما يصبح العنف المطلق وسيلة لتسلية الأطفال، هل نستغرب حصول مثله على أرض الواقع؟ إنه مجتمع العنف المطلق، والمتحرر من أي قيد أخلاقي أو رادع ضميري، أو قيم دينية أو إنسانية. عنف العولمة الذي يسحق شعوب الأرض كما يسحق الإنسانُ نملة أو صرصاراً أو وكر نمل. أوَلم نجد نماذج لهذا العنف حيال العراق، وليبيا، وفلسطين ولبنان ... وحيال غرينادا ونيكاراغوا وكوبا ويوغوسلافيا وكوسوفو ...
عبثاً نحارب الإرهاب أن لم نقلع عن نهج إرهاب الدولة (ونموذج ممارسته في تصرف حكام أميركا وحلفهم الأطلسي وأعوانهم الصهاينة)، وعن (عقلية الإرهاب)، و (ثقافة الإرهاب) و (حضارة الإرهاب).
أما بعد،
فقد أعلنت أميركا الحرب!. وبدأت تفتش عن الضحية، أو عن الضحايا: إنه تارة أسامة بن لادن، والطالبان، وطوراً العراق أو ليبيا. وتسارع إسرائيل إلى القفز على المناسبة، فتحشر اسم سوريا، وحزب الله، والفلسطينيين ... ويذهب شارون إلى أقصى الوقاحة ويحدد الهدف: السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات!. وتسارع الأنظمة، أنظمة الخوف والذعر والإرهاب والقمع ... ليحشر كل واحد منها اسم عدوه