الداخلي ... أو نقيضه. وتتحدد معالم هذا العدو الذي سيشن هذا (التحالف المقدس) حرب الإبادة ضده: إنه الإسلام، والعروبة، وحركات التحرر. وباختصار: انه (الحرية)!.
إننا على أبواب شن حرب صليبية جديدة، تقرع لها الطبول، وتحشد لها الأساطيل بحراً وجواً، ويجري نقل الجيوش براً في كل مكان. والعالم أمام مرحلة سوداء، من قمع الحريات، بحجة تدابير الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث ستداس البقية الباقية من حقوق الإنسان، وكرامة المواطن، وسط سُعار نار العنصرية ضد (الغرباء) من رعايا دول الغرب بالذات: الجاليات العربية والإسلامية. إنها (الحروب الصليبية الجديدة) وسيلة نشر (النظام العالمي الجديد). ونتائجها ستكون بداية الإرهاب الحقيقي المعمم، وليس نهاية الإرهاب. حذار، وألف حذار قرع طبول الحرب الصليبية الجديدة. فلنقف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب، ندين معاً ما تم في نيويورك وواشنطن، ونبحث معاً عن سبل حقيقية لمعاقبة مسببيه، ومفتعليه، والمجرمين الذين نفذوه. ولنبحث عن سياسة جديدة لاستئصال الإرهاب.
ونحن، ضحايا الإرهاب، أَولى من سوانا بمواجهة الإرهاب. ندين الإجرام بشدة، نعم! ولكن لا نرتعب أمام هجمة الثور المجروح، الباحث عن تغطية عجزه الداخلي بانتقام جهنمي من شعوب العالم. نواجه، نقاوم الإرهاب القادم من الغرب متمسكين بثقافتنا وحضارتنا، وتعاليم أدياننا السماوية ومبادئنا الإنسانية. حضارتنا ... نعم حضارتنا، وقيمنا العربية، والإسلامية، والمسيحية المشرقية، تلك التي وقفت في وجه الغزوة الصليبية السابقة وأحبطت أهدافها، وستقف صفاً واحداً في وجه الهجمة الصليبية التلمودية الجديدة، وتحبط هدفها! " (١).
(١) جورج حاوى- صحيفة السفير -١٥ أيلول - سبتمبر ٢٠٠١